تعيش محافظة وادي الدواسر فوضى خدمية، تعصف بأحيائها، وتتجلى مظاهر هذه الفوضى في الطريقة التي تنفذ بها مشروعاتها البلدية، من تخبط في التخطيط، وغياب للتنسيق، وبطء في العمل، وإخلال بالمواصفات، وسوء في التنفيذ، فلا يكاد المواطن يمر بشارع حيوي من شوارع المحافظة إلا وجده قد ضاق بالحواجز الخرسانية، وامتلأ بالحفريات، واكتظ بالتحويلات، بشكل يشل الحركة المرورية، ويعطل الحياة العامة، ويجعل السير في شوارع المحافظة أمرا لا يطاق، ولا يكاد يهنأ باستخدام مرفق خدمي حديث الإنشاء إلا وظهرت على أجزائه ملامح الخلل والفساد لتفسد عليه هناءته، ولا يكاد يفرح بانتهاء شركة من سفلتة طريق إلا وجاءت شركة أخرى لتنغص عليه فرحته، فتقوم باقتلاع ما أنجزته تلك الشركة على ذلك الطريق لتنفيذ مشروع آخر، حتى ظلت الفوضى والعشوائية والهدر المالي وغياب الكفاءة والفاعلية هي السمات الغالبة على تنفيذ المشروعات في المحافظة، ولا يمكن علاج هذه المعضلة الخدمية إلا بتطوير البلدية، وإعادة هيكلة أقسامها، وإصلاح أجهزتها، وذلك من خلال مايلي: - رفع تصنيف بلدية المحافظة إلى فئة (أ)؛ لتواكب قدراتها وإمكاناتها نمو المحافظة المطرد، إذ تعد المحافظة من أكبر المحافظات في منطقة الرياض إداريا، ومن أوسعها نموا عمرانيا، ومن أكثرها نشاطا اقتصاديا. - تطوير قسم الصيانة والتشغيل في بلدية المحافظة، وتفعيل دوره أسوة بالبلديات الأخرى، وذلك من خلال تزويده بالمعدات والأفراد؛ ليقوم بواجبه المنوط به من صيانة الطرق والمرافق، وإنشاء الحدائق، وتنفيذ المشروعات الصغيرة، بدلا من إسناد تلك المهام إلى شركات تماطل في تنفيذها. - تطوير وحدات التخطيط ودراسة المشروعات في البلدية، وإمدادها بالمهندسين، لتؤدي وظيفتها في دراسة احتياجات الأحياء، وفي رسم خطة إستراتيجية زمنية واضحة محددة لاستكمال المشروعات البلدية وصيانة المرافق الخدمية، حتى لا تبقى هذه المهمة للمواطن، فيقوم وحده بتشخيص حالة الخدمات في حيه وتحديد احتياجاته من المشروعات، بل يكون ذلك مبادرة من البلدية نفسها؛ لأنه من صميم عمل أقسامها الفنية. - إحياء جهاز المراقبة والمتابعة في البلدية، وإنعاشه بالمزيد من المراقبين، ليقوم بمسؤولياته التي يضطلع بها من مراقبة الأسواق والمطاعم وأعمال النظافة، ومتابعة مراحل تنفيذ المشروعات، ومحاسبة الشركات المماطلة في تنفيذها، وبخاصة تلك المشروعات المهمة التي تعثر تنفيذها منذ سنوات عديدة، من مثل: مشروع توسعة الطريق العام، ومشروع تجهيز المخططات الصناعية ونقل الورش إليها ، ومشروع تصريف السيول، ومشروعات صيانة شوارع أحياء المحافظة، وغيرها من المشروعات الكثيرة التي يطول المقام لحصرها. - دعم ميزانية البلدية، وزيادة حصتها من المشروعات الخدمية، لتكون قادرة على استئناف المشروعات المتعثرة، وصيانة المرافق الخدمية، واستكمال البنية التحتية في أحياء المحافظة.