الجنسية هي «نظام قانوني تضعه الدولة لتحدد به ركن الشعب فيها، ويُكتسب عن طريق الفرد صفة تفيد انتسابه إليها» كما يعرفه د. أحمد سلامة في الوسيط في القانون السعودي الخاص. ووفق الدراسة المتميزة لكل من د. أيوب الجربوع ود. خالد المحيسن المسماة «المركز القانوني للمرأة في المملكة العربية السعودية» واللذين خاضا في صفحاتها في كم طويل من اللوائح والأنظمة التي تؤثر في حياة المرأة السعودية ومكانتها القانونية، والتي كانت معيناً في هذا الموضوع. فوفقاً لهما في تفصيلهما في مزيد من التعريفات «فإن القواعد المنظمة للجنسية هي مجموعة من القواعد القانونية التي تحدد متى تثبت للشخص صفة المواطن، إذ إن الجنسية هي المعيار الذي يحدد انتماء الشخص إلى دولة ما. وتصدر كل دولة قوانين كيفية ثبوت الجنسية لمواطنيها، وكيفية اكتساب الأجانب لها، وكيفية فقدها والعودة إليها. والجنسية هي المعيار المميز بين سكان الدولة وشعبها، أي بين المواطنين وغير المواطنين». وما يهمنا من هذا التعريف ما يترتب عليه من حقوق والتزامات، وهي محك هذا المقال لاسيما إذا ربطناها بما يتصل منها بالمرأة والرجل والفروقات في التعامل مع جنسياتهما وجنسيات أبنائهما في حال الزواج، وما يترتب أيضاً على الاختيارات المتعلقة بالزواج من تحديد لمصير أفراد وأسر بالتشتيت أو بالتقريب. وسوف نستعرض بعض القوانين أدناه ونرى أثرها على المرأة وأسرتها من الناحية النظامية ثم كيف هي ممارسة على أرض الواقع ومن ثم نربطها بقوانين المملكة المنبثقة من نظامها الأساسي، أو من الاتفاقيات التي صادقت عليها والتزمت بتطبيقها. تنص المادة (7) من النظام على أن «يكون سعودياً من ولد داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها لأب سعودي» وأنه «يكون سعودياً من ولد داخل المملكة أو خارجها لأم سعودية وأب مجهول الجنسية أو لا جنسية له» إشكالية التمييز واضحة جداً في قانون الجنسية السعودية ضد المرأة. فهي إذا تزوجت بأجنبي لديه جنسية لا يحق له اكتساب الجنسية السعودية إلا بمروره باشتراطات الجنسية التي سوف نأتي على ذكرها. المادة (8) تنص على أنه «يجوز منح الجنسية العربية السعودية بقرار من وزير الداخلية لمن ولد داخل المملكة من أب أجنبي وأم سعودية إذا توافرت الشروط الآتية»: أ. أن تكون له صفة الإقامة الدائمة في المملكة عند بلوغه سن الرشد. ب. أن يكون حسن السيرة والسلوك ولم يسبق الحكم عليه بحكم جنائي أو بعقوبة السجن لجريمة أخلاقية لمدة تزيد على ستة شهور. ج. أن يجيد اللغة العربية. د. أن يقدم خلال السنة التالية لبلوغه سن الرشد طلباً بمنحه الجنسية العربية السعودية» أي تصبح جنسية مكتسبة. مع ملاحظة أن هذه الاشتراطات تنطبق على الأولاد الذكور دون الإناث اللاتي لا يمكنهن التقديم للحصول على الجنسية إلا بزواجهن من سعودي. وزواج السعودي من غير سعودية يكون له أثر على جنسية الزوجة، فالزواج يعتبر سبباً من أسباب دخول زوجته غير السعودية في الجنسية السعودية المكتسبة. وما ينتج بينهما من أولاد وبغض النظر عن الوضع القانوني لأمه، أو إن ولد داخل أو خارج المملكة، فسوف يولد سعودياً ويكون حائزاً على الجنسية الأصلية. ومازلنا في الصفحه الاولى..