يقال - وهو ما أعتقد أنه سيحدث فعلاً - ان كثيراً من الشركات السعودية ستفقد وكالات الشركات الأجنبية التي تمثلها حالياً في المملكة بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، ذلك لأن الشركات الأجنبية ستجد أنه من الأربح والأنجح لها أن تدير أعمالها بنفسها بدلاً من الوكيل الذي أثبت فشله في تأمين خدمة ما بعد البيع وتأمين قطع الغيار، وفي أحيان كثيرة عدم رواج منتجات الشركة التي يمثلها، وقد سمعنا في الأعوام الأخيرة عن حركة تنقلات واسعة في وكالات الشركات وعن دعاوى كثيرة مرفوعة من شركات محلية في ديوان المظالم ضد موكليها نتيجة لنزع الوكالات منها، على أنني أعتقد ان شركة واحدة على الأقل ستحتفظ بوكالتها وهي شركة محمد عبداللطيف جميل وأخوانه وكيلة شركة تويوتا للسيارات فهذه السيارة من أكثر السيارات مبيعاً في المملكة كما أن خدمة ما بعد البيع تعتبر ناجحة جداً وقد دعمتها بتأسيس المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات الذي بدأ عمله عام 1997 وتبلغ طاقته الاستيعابية 400 طالب يتوزعون على 20 قاعة دراسية و12 قاعة تدريبية ومدة الدراسة سنتان ويشرف على تدريبهم عدد من الخبراء اليابانيون، وهي في هذا لا تخدم تويوتا فحسب بل تخدم البلد إذ أن شركة عبداللطيف جميل لن تستوعب كل هؤلاء الخريجين وستستفيد منهم وكالات السيارات الأخرى، وفضلاً عن ذلك فلدى الشركة صندوق لخدمة المجتمع صرفت عليه في العام الماضي مبلغ مائة مليون ريال ويشمل الصندوق عدداً من الأنشطة والفعاليات غير الهادفة للربح ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج تويوتا للتأهيل المهني والحرفي الذي يشمل عدداً من المجالات للرجال كالكهرباء والأعمال الخدمية، وبرنامج معهد نفيسة للتأهيل المهني، وقد قرأت أخيراً في الصحف ان ثلاثة من الفتيات اللواتي تدربن في هذا البرنامج يعملن الآن جرسونات في أحد فنادق جدة وهذه بادرة قد يعقبها تعيين مضيفات في الخطوط السعودية وبذلك تقل نسبة البطالة بين النساء في البلد التي تصل إلى 30٪.. الخ وأنا اعتقد أنه لا آخر إن شاء الله لأعمال هذه المؤسسة في خدمة البلد.