بعد أيام سوف تبتدئ الامتحانات ومن ثم سوف يتخرج الأبناء والبنات من مدارسهم وجامعاتهم لينطلقوا إلى مستويات دراسية اخرى أو ينطلقوا إلى سوق العمل أو إلى غرف نومهم حيث تبتدئ رحلة غير سعيدة مع البطالة. أتمنى مع كثيرين من الكتاب والصحفيين أن لا نعود لطرح مشكلة أين يذهب خريجو الثانوية..؟؟ وأين سيذهب خريجو الجامعات بعد تخرجهم من أقسامهم العلمية والأدبية..؟؟ اعتقد أن تكرار المشكلة هذا العام يعتبر وصمة عار في جبين المخططين للتعليم..؟؟ إذ لابد من ربط خريجي الجامعات والكليات باحتياج سوق العمل والا فانه قمة الهدر الاقتصادي ببعديه البشري والمالي، أيضاً يشكل ذلك مع مرور الوقت واستمرارية المشكلة مخاطر على أكثر من مستوى اجتماعي واقتصادي وأمني...؟؟ إذن لابد من افتتاح تخصصات جديدة في المرحلة الجامعية مع اتساع قبول خريجي الثانوية مهما بلغت النسبة وفي تخصصات مختلفة يحتاجها سوق العمل. ايضاً لابد من تقنين القبول في التخصصات المشبعة أو التي يعاني خريجوها من بطالة ظاهرة، وتوجيه الاموال لفتح كليات ومعاهد وتخصصات تشكل في مخرجاتها البشرية رافداً للتنمية وليس العكس. لا أريد مع غيري ان تبتدئ رحلة الانتقال بالملف الأخضر من كلية لأخرى ومن جامعة لاخرى ومن ثم ينتهي المطاف بشبابنا للجلوس في منازلهم أو السفر لدول مجاورة على حسابهم الخاص أو التقدم لمكاتب العمل للبحث عن أي عمل، فيما جامعاتنا تخرج لنا مجموعة من الكتبة، وفي الوقت نفسه لدينا عدد كبيرمن العاملين غير السعوديين في تخصصات ليست صعبة أو نادرة بل في تخصصات سوق العمل يصرخ بصوت عال أحتاجها ولكن لا حياة لمن تنادي فنحن فقط اكتفينا سنوياً برفع معدل القبول ولم نبذل جهداً حقيقياً في تصحيح وضع الدراسة الجامعية والمهنية ليصبح خريجوها جزءاً من القدرات البشرية المنتجة وليس فقط البطالة المقنعة أو البطالة الظاهرة. لابد فعلاً من اتخاذ اجراءات عملية لتصحيح الوضع الحالي لتستطيع جامعاتنا أن تقدم لنا كفاءات بشرية مؤهلة لأداء دورها في عمليات التنمية، لأننا لا نريد فرض السعودة فرضاً بل نريد أن تتحقق من خلال أفراد مؤهلين للعمل ذاته بكل احتياجاته وقيمه وأخلاقياته وليس فقط السعودة كجزء من تحقيق بطالة مقنعة مع مرور الوقت. جزء كبير من إشكالية البطالة تتحمله جامعاتنا التي مازالت تصر على تخريج تخصصات لا يحتاجها سوق العمل برفع نسب القبول دون إضافة تخصصات نوعية تناسب سوق العمل لكل منطقة ومدينة. لا أتوقع أن إبقاء ابنائنا دون مواصلة الدراسة الجامعية أمر طبيعي إن لم يكن مقابل ذلك ايجاد تخصصات دراسية اخرى سواء كانت مهنية أو فنية أو عسكرية وخلافه من التخصصات المناسبة والتي من خلالها يتخرج الشاب من الجنسين مؤهلاً لعمل مناسب ومطلوب في سوق العمل فعلاً وليس فقط للسعودة.