بخلاف الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، اعتبر تقرير داخلي وسري لوزارة الخارجية الاسرائيلية ان تشكيل حكومة وحدة فسطينية بين حركتي فتح – حماس فرصة استراتيجية ايجابية كفيلة بان تخدم اسرائيل. وجاء في التقرير الذي نشرت مضمونه صحيفة "هارس" العبرية اليوم الاربعاء " ان الخطوة الفلسطينية ليست فقط خطرا أمنيا، بل فرصة استراتيجية لخلق تغيير أصيل في الساحة الفلسطينية.. هذا التغيير كفيل بان يخدم المصالح الاسرائيلية على المدى البعيد". وتوصي هذه الوثيقة التي اعدتها دائرة التخطيط السياسي في الخارجية الاسرائيلية ووزعت مطلع الاسبوع الجاري على وزيرها افيغدور ليبرمان ومجموعة من كبار المسؤولين، باتخاذ "نهج بناء يلقي الكرة في الملعب الفلسطيني ويبرز المشكلة لديهم لاسيما برنامج الحكومة القادمة وعدم استعداد حماس للاعتراف باسرائيل. ويعتقد واضعو التقرير بان نهجا أكثر ايجابية من جانب اسرائيل تجاه الخطوة الفلسطينية سيخدم العلاقات مع الولاياتالمتحدة. ورأوا " ان على اسرائيل أن تعمل كلاعب جماعي وتنسق مع الادارة الاميركية الرد على حكومة الوحدة الفلسطينية. هذا الامر سيعظم الولاياتالمتحدة ويخدم المصلحة الاسرائيلية". وكان نتنياهو وفور اعلان فتح وحماس التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاق المصالحة، هاجم الخطوة الفلسطينية بشدة عدة مرات، واعلن رفضه القاطع لاتفاق المصالحة. وبعد يومين اعلن وزير المالية يوفال شتاينتس تأخير تحويل 300 مليون شيكل من اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية. واوصى التقرير بالامتناع عن اي تصريحات أو خطوات تقيد اسرائيل حيال الفلسطينيين وفي الساحة الدولية، ولا سيما في ضوء التحديات الاستراتيجية من المتوقع أن تحدث خلال هذا العام". كما اوصى باستمرار التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية "الذي يشكل مصلحة اسرائيلية وأدى الى انخفاض دراماتيكي في الارهاب". وان تطلب اسرائيل من الاسرة الدولية ان تطرح معايير تفصيلية على الحكومة الفلسطينية الجديدة. توصية اخرى تضمنها تقرير الخارجية الاسرائيلي وهي ارسال وفد لاجراء محادثات في القاهرة لتعميق التنسيق مع الحكم المؤقت في مصر. وفي هذا السياق من المقرر ان يصل مستشار رئيس الحكومة اسحق مولكو، يوم الاحد الى القاهرة حيث سيلتقي وزير الخارجية نبيل العربي ومسؤولين مصريين كبارا آخرين. من جانبه، قال عضو الكنيست عن حزب العمل بنيامين بن اليعازر ان نتنياهو اخطأ عندما طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاختيار بين اسرائيل وحماس . وقال بن اليعازر في حديث للاذاعة الاسرائيلية| ان اسرائيل يجب الا تخشى اعلانا احادي الجانب عن قيام دولة فلسطينية مشددا على انه لا يسمح لاسرائيل ان تكون منعزلة دوليا. كما وصف وزير اسرائيلي الاربعاء اتفاق المصالحة بانه "ذر للرماد في العيون". وقال الوزير المسؤول عن الدفاع المدني متان فلنائي للاذاعة العامة الاسرائيلية "لن يتغير شيء بعد هذا الاتفاق لان كل هذا هو ذر للرماد في العيون. حماس وفتح لن تتفقا على شيء وافضل مثال على ذلك (ما حصل اثر) مقتل الزعيم الارهابي اسامة بن لادن"، مشيرا الى التعليقات المتناقضة الصادرة عن الطرفين بعد مقتله.