يتحدث الكثير عن التحكيم والحكام وما وصلت إليه الحالة من وضع مؤلم ومحزن بل ومخيف يجعل المشاهد في حيرة من تردي عطاء كثير من الحكام، وما هي الأسباب التي أدت إلى الوصول لهذه الدرجة من التدني مما حدا بالمسؤولين إلى الاستعانة بالحكام الأجانب في كثير من المباريات المهمة وغيرها بل إنني ومنذ إنتمائي لهذا المجال منذ عام 1383ه وحتى هذا الوقت لم تمر عليَّ أخطاء عبر السنوات الماضية مثل ما حصل في الموسمين الأخيرين من أخطاء (كوارثية) تحتاج إلى وقفة صادقة لإجراء التصحيح العام لكي لا تستمر الأخطاء التي تظهر في كل مباراة وفي كل ميدان بحسن نية تارة وضعف في التقدير للحالات التي تحدث تباعاً ما جعل الثقة في الحكم الوطني تكاد تكون مفقودة في قدرته على قيادة أقل المباريات أهمية ناهيك عما يحصل في مباريات دوري الدرجة الأولى البعيدة عن الإعلام والنقل المباشر لأكثرها والتي يديرها بعض الحكام الذين ثبت فشلهم في كل المراحل العمرية التدريجية وما زال التمسك بهم مستمراً مع بعض المقيمين الفاشلين في حياتهم التحكيمية وهم الآن يشكلون عائقاً في تقدم الكثير من الحكام (لأن فاقد الشيء لا يعطيه) رغم تلقيهم العديد من الدورات والمحاضرات المكثفة ولكن قدراتهم الفكرية توقفت عند حد لا يمكن معه تقديم عطاء مفيد مما يستوجب الاستغناء عنهم والاستعانة بأصحاب العطاء الميداني الناجح. للأسف الشديد وأقولها بكل وضوح إن بعض رؤساء اللجنة والذين تعاقبوا على إدارتها غير مؤهلين إدارياً رغم أنهم مارسوا التحكيم وتحصلوا على درجة الدولية؛ وهذا من وجهة نظري غير كاف، لأن تاريخهم مليء بالأخطاء القاتلة التي لا يمكن أن تنسى أبداً. إن هذه اللجنة لم تقدم جديداً ملموساً بل أحدثت إخفاقات متوالية بل إن قدراتهم الفكرية تظل عاجزة وقاصرة بل إنني مقتنع أن الأخ عمر المهنا لا يملك الفكر التطويري والتعايش مع متطلبات هذه اللجنة وشؤونها لمحدودية قدراته الإدارية والفنية؛ والدليل تواصل اعتزالات بعض الحكام الحقيقية والوهمية التي حصلت من فهد المرداسي وما شابها من اتهام صريح بعدم الدفاع عنه وأشياء أخرى تقع في سلم التقصير الشامل من هذه اللجنة في عدم إحداث نقلة في لائحة المكافآت وشروط التقديم والقبول مما جعل التحكيم مهمة سهلة لكل متقدم وأشياء أخرى قد أذكرها مستقبلاً. قد يقول قائل: إنني أبحث عن مركز في هذه اللجنة؛ ويعلم الله أنني لستُ من تلك النوعية، فقدراتي العمرية لا تسمح لي بممارسة أي عمل بعد السبعين سنة، لكن يحز في نفسي أن يصل التحكيم إلى هذه الحالة من الضعف والوهن حتى وصلنا إلى أن الحكم تتأخر مكافآته لبعض سنوات مما يؤثر على وضعه النفسي، وقد يؤثر على أدائه الميداني؛ وهذا واقع لا محال ولا يخفى على مسؤولي اللجنة. حاولت أن لا أتحدث عن كل مشاكل هذه اللجنة واختصرتها في بعض النقاط، والباقي قادم. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم