حمل إعلان الحكم الدولي فهد المرداسي اعتزاله للتحكيم صدمة كبيرة للشارع الرياضي السعودي بل الآسيوي أيضا، كون الحكم صغير السن «26 عاما» ويتطلع الكثير من المتابعين لصافرته مشاهدته في المحافل الدولية والقارية.. المرداسي أثناء إعلانه لقرار اعتزاله أفصح عن الكثير من الأمور التي يعاني منها الحكام السعوديون التي أيضا تخفى على الشارع الرياضي، مشيرا إلى أن قراره الذي اتخذه لا رجعة فيه، مطالبا المسؤولين بالاتحاد السعودي بسرعة النظر في حال التحكيم السعودي والحوافز المقدمة للحكام وضرورة توفير الحماية اللازمة لهم وألا تقتصر الحماية فقط للأعضاء العاملين في اللجان التابعة للاتحاد السعودي، في إشارة منه لما تعرض له الدكتور صالح بن ناصر من عبارات مسيئة وخادشة للحياء تم على إثرها فرض غرامة مالية على المتسببين. وأكد المرداسي في حديثه أن عشق التحكيم منذ صغره هو الذي جعله يطرق أبواب هذا المجال وهو في سن ال17 من عمره، قبل أن يرضى بأن يمتهن المهنة «هاويا» دون النظر للأمور المادية، إلا أنه صدم بواقع المسؤولين على التحكيم السعودي وعدم دعمهم للحكام ومطالبتهم لهم بأن يكونوا ك «الكمبيوتر». إعلان المرداسي صاحبه ردود فعل واسعة على الصعيد التحكيمي. الدوسري: الخفايا انكشفت ناشد الحكم الدولي السابق ومقيم الحكام الحالي معجب الدوسري الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بضرورة التدخل ومحاولة ثني الحكم عن قرار اعتزاله، مؤكدا أن المرداسي ظهر من خلال أدائه للمباريات التي يكلف بها بشخصية الحكم الناجح، ومن الخطأ أن يبتعد بهذه الصورة وقال: أتمنى من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن يتدخل ويثني الحكم فهد المرداسي عن قراره المفاجئ، كون التحكيم السعودي بحاجة لحكم مثل المرداسي الذي تم إعداده بطريقة احترافية من قبل لجنة الحكام الفرعية لمنطقة الرياض ليعرفه الجمهور الرياضي بشخصية الحكم الناضج، الخسارة كبيرة في أن يفقد التحكيم السعودي حكما شابا مثل فهد المرداسي وأرى أن فقدانه خطأ كبيرا سنندم عليه كثيرا، ولكن ثقتي كبيرة في المسؤولين على الكرة السعودية بالتدخل وثني المرداسي عن قراره، وأضاف: أناشد الأمير نواف بن فيصل بمساءلة المتسبب. وواصل الدوسري حديثه بقوله: هناك أخطاء عديدة في عمل لجنة الحكام الرئيسية وأنا لا أنكر هذا الشيء، وأيضا هناك أخطاء من قبل الحكام أنفسهم ولكن الحل في الحد من مثل هذه الأخطاء هو أن يتم تشكيل لجنة خاصة من قبل مكتب الرئيس العام لرعاية الشباب تحقق مع كل من ينتسب لهذه المهنة سواء كان حكما أو مسؤولا أو مقيما فنيا لكي يتم تدارس الوضع بشكل واف. وأشار الدوسري في حديثه إلى أن الأقدار شاءت أن تكشف الطريقة التي تدار بها لجنة الحكام الرئيسية مع إعلان الحكم فهد المرداسي لقرار اعتزاله تزامنا مع التغيير المنتظر في لجان الاتحاد السعودي في نهاية الموسم الجاري بقوله: تزامنا مع التغييرات التي قد تحصل في الأيام المقبلة في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم أرى أن إرادة الله كشفت الطريقة التي تدار بها لجنة الحكام الرئيسية برئاسة عمر المهنا وعجلت بخروج المرداسي وإعلانه للاعتزال وفق ما شاهده من أحداث، وتبقى هناك احتمالية كبيرة في أن يشمل التغيير أعضاء هذه اللجنة. وعن رأيه في عدم دفاع لجنة الحكام الرئيسية عن الهجوم الذي يتعرض له الحكام بعد إدارتهم للقاءات الدوري السعودي قال الدوسري: صمت اللجنة وعدم دفاعها عن الحكام هو أحد الأسباب التي أدت إلى ضعف الحكم، الجميع كان ينتقد الرئيس السابق للجنة عبدالله الناصر بسبب حمايته ودفاعه المستميت عن الحكام، والآن اللجنة الحالية برئاسة عمر المهنا أرادت أن تتحاشى النقد الإعلامي من خلال عدم دفاعها عن الحكام والنتيجة فقدان الحكم للثقة في كل من يعمل في هذه اللجنة ودليل ذلك حديث الحكم المرداسي من خلال البرنامج وكأنه فاقد للثقة في كل من ينتسب للجنة الرئيسية. السويد: المهنا «دكتاتور» في حين طالب الرئيس السابق للجنة الحكام الفرعية بمنطقة القصيم عبدالله السويد بمحاسبة كل من سعى خلف إعلان الحكم الدولي فهد المرداسي لقرار اعتزاله مبديا تخوفه من إقدام حكام آخرين لاتخاذ مثل هذا القرار، ووصف السويد في حديثه الطريقة التي تدار بها اللجنة من قبل عمر المهنا بالطريقة غير المجدية وقال: لا بد من معرفة المتسبب في جميع ما حدث، فحكم كفهد المرداسي من المستحيل أن يتخذ مثل هذا القرار دون وجود أسباب حقيقية خلفه، أكاد أجزم أن قرار فهد المرداسي أتى وفق ترسبات سابقة ولأنه قد «طفح كيله» وسبق أن أوضحت أن الطريقة التي يدير بها المهنا للجنة الرئيسية خاطئة كونه يرى أنه الرئيس وأن قراره لا بد أن ينفذ أيا كانت العواقب، فأنا بحكم منصبي السابق رئيسا للجنة الحكام الفرعية بمنطقة القصيم أتفاجأ بطريقة المهنا في تعامله معي خصوصا في بعض التوصيات التي أرفعها إليه، وعمر المهنا من المستحيل أن يقتنع بأي رأي يقدم له من قبل أي شخص حتى ولو كان هذا الرأي صحيحا تجده ينفذه دون الإشارة لمقدم هذا الرأي بأنه مقتنع به وهو في داخله مقتنع تمام القناعة، أي أنه إنسان يحب أن ينفذ ما يدور في مخيلته فقط وهذا خطأ، يجب على المهنا أن يعلم أنه في مجلس تنفيذي وعليه أن يعتمد الديموقراطية في عمله بدلا من الدكتاتورية التي لن تفيده أبدا. وعن رأيه في عدم دفاع لجنة الحكام الرئيسية عن الهجوم الذي يتعرض له الحكام بعد إدارتهم للقاءات الدوري السعودي قال السويد: لا أنسى دفاع الدهام القوي عن الحكام وكذلك مثيب الجعيد وعبدالله الناصر وهم بلا شك حققوا نجاحات كبيرة بسبب دفاعهم عن الحكام ولكن في لجنة المهنا لا أجد ذلك يحدث، وزاد السويد: من يتحمل الاتهامات التي وجهت للحكم فهد المرداسي بعد لقاء فريقي نجران والتعاون هو رئيس اللجنة عمر المهنا بنفسه كونه هو من أصر على تكليف الحكم فهد المرداسي بإدارة اللقاء وكان عليه أن يدافع عن الحكم بدلا من سؤاله له هل رافق بعثة فريق التعاون أم لا؟ وحقيقة لا أجد عذرا للمهنا في سؤاله للمرداسي عن مرافقته للتعاون إلا إذا كان يريد الحكم أن يحضر لنجران على قدميه فهذا ممكن وتساءل السويد: كيف يكلف المهنا المرداسي بإدارة اللقاء وهو يعلم أن الحكم من نفس منطقة أحد الفريقين وفي مباراة تنافسية مثل هذه؟ باختصار: من أوقع اللجنة في هذا المطب.. هو اللجنة نفسها!! الجروان: لن ينصلح الحال فيما ناشد الحكم الدولي السابق ومقيم الحكام الحالي عبدالرحمن الجروان الرئيس العام لرعاية الشباب بالتدخل والنظر فيما تعرض له الحكم فهد المرداسي من تجاهل من قبل اللجنة الرئيسية للحكام بالاتحاد، وأشار الجروان في سياق حديثه إلى أن ما بين السطور في حديث المرداسي يبدو له أهم من قرار اعتزاله لأن هناك عدة أمور يجب إعادة النظر فيها من قبل المسؤولين على اتحاد كرة القدم السعودي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن قرار اعتزال المرداسي جاء مكملا لقرارات اعتزال تقدم بها عدد من الحكام المميزين قبله ولكن جميعها لم يتم النظر فيها؛ ما تسبب في ضعف هذا المجال واصفا لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي ب «اللجنة الفقيرة» ولن ينصلح حالها سواء برئاسة عمر المهنا أو غيره وقال: أيا كانت أسباب اعتزال الحكم الدولي فهد المرداسي وهي معلومة للجميع وفي رأيي يجب تدخل الأمير نواف بن فيصل والنظر في أسباب إقدام المرداسي على هذا القرار كونه ليس من السهل العمل على إيجاد حكم يملك ما يملكه المرداسي من تميز وصغر في السن، ما قاله الحكم فهد المرداسي في حديثه الفضائي ليس جديدا وبالمناسبة حديثه أعادني للتساؤل: إلى متى وهذا حال الحكام لدينا؟ فالمرداسي تعرض لأقسى عبارات التجريح من قبل أحد رؤساء الأندية دون أن يخرج أي من المسؤولين ويتقمص دور المدافع عنه أو الحامي لحقوقه!! يجب على المسؤولين والقائمين على الكرة السعودية متى ما أرادوا الرقي بالرياضة السعودية مساواة الحكام بغيرهم، فرئيس لجنة الاحتراف تم الدفاع عنه بصورة أفرحتنا بوصفنا متابعين للرياضة السعودية ولكن فهد المرداسي الكل وقف معه موقف المتفرج ورئيس أحد الأندية يأخذ ويعطي في نزاهته، أنا لا أمنع المسؤولين في الأندية في أن ينتقدوا الحكام ولكن بشرط أن يكون النقد في الأداء الفني وليس في الشخص، وأضاف: لن ينصلح حال التحكيم لدينا سواء رأس اللجنة الرئيسية عمر المهنا أو غيره ولا ألوم أحدا فيما حدث بإعلان المرداسي اعتزاله. وواصل الجروان حديثه بقوله: لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي فقيرة ولن ينصلح حالها سواء برئاسة عمر المهنا أو غيره فالمشكلة في أننا نود أن يتطور التحكيم لدينا دون أن نوفر المعطيات، يجب أن تكون هناك ميزانية ثابتة من الاتحاد السعودي بدلا من أن ينتظر الحكم ثلاثة أعوام لكي تصرف له مكافأة مباراة واحدة، ويجب أن نوفر الحماية للحكام فالحكام لدينا لا يوجد من يدافع عنهم لذا أرى أن ما يقدمه الحكم السعودي حاليا يفوق بمراحل ما يقدم له، مؤكدا أن اللجنة حاليا خسرت الحكم فهد المرداسي بسبب هذه العوامل وستخسر بعده عدة حكام مثلما خسرت قبله العديد منهم. مندي: لا أصدق.. أخيرا أكد الخبير التحكيمي الدولي البحريني جاسم مندي على أن خبر اعتزال الحكم فهد المرداسي نزل عليه كالصدمة التي وكأنها أفقدته أحد أبنائه لكون المرداسي «على حد قوله» موهبة تحكيمية نادرة على مستوى قارة آسيا إلى جانب الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف وقال مندي: لم أصدق الخبر عندما نقله لي أحد الزملاء فهذا الحكم بإمكانه المشاركة في نهائيات كأس العالم خمس مشاركات مقبلة إضافة إلى الأولمبياد والبطولات القارية، لا أعلم ما الأسباب التي دفعته كي يتخذ مثل هذا القرار ولكنه بالفعل قرار يستحق الوقوف لدراسته مرات عدة، وانتقد مندي في حديثه الصمت المطبق من اللجنة الرئيسية للحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم وعدم الإسهاب بالدفاع عن الحكام؛ لأن هناك من يعمل على إحباط العاملين بقوله: هناك بعض المحبطين الذين لا أتمنى كثرتهم في هذا المجال وهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة الحد من طموح كل شخص ولكن أرى أن الحكم الناجح يجب أن يكون لديه مناعة تامة من هؤلاء، وعاد مندي للقول: المرداسي قد قرر قرارا ما كان لينبغي أبدا ولكن ربما هناك أمور لا نعلمها، وأكد مندي على أنه كان تنبأ للحكم المرداسي أن يكون كما وصل إليه وأكثر من خلال إشرافه عليه في معسكرات سابقة للحكام بقوله: أتذكر في أحد المعسكرات التي أقيمت في مدينة الطائف قلت له بالحرف الواحد إنك ستكون ذا شأن تحكيمي مبهر في المستقبل وسبق لي أن التقيت الحكم فهد المرداسي في أحد المطارات وذكرته بتنبئي له وبالفعل لم ينس ما كنت أقوله له، وأضاف: أحب أن أوصل له رسالة عبر «شمس» وهي «عليه أن يتحمل أي تبعات لأن النجاح يحتاج الكثير من التضحية والوقوف أمام التيارات المعاكسة ولا أنسى أن أوجه عتبي الشديد للجنة الحكام في الاتحاد السعودي وجميع اتحادات الحكام بدول الخليج بسبب عدم متابعة أمور الحكام عن قرب وإبادة كل المعوقات التي من شأنها تحد من تطور واكتشاف حكام على شاكلة الموهوب فهد المرداسي الذي أتمنى أن أرى 20 حكما سعوديا وبحرينيا وكويتيا ومن كل أبناء منطقة الخليج التي لا يزال لديها الكثير من الحكام مثله ولكن ما يقتلهم ويحد من ظهورهم هو أن بعض اللجان في الخليج تهتم دائما بالكم ولا تهتم بالكيف أبدا لكون الحكم الموهوب يجب ألا يقتل بمباريات كثيرة وغير مطورة له كون كثرة التكاليف للحكم الموهوب قد تزيد من أخطاء الحكم إذا ما بني التكليف على نظرة بعيدة لتطوير الحكم. وتمنى مندي أن يعدل الحكم فهد المرداسي عن قراره كونه صغيرا في عمره كبيرا في موهبته