بعد أن حققت سابك الأسبوع الماضي أرباحا تاريخية لم تحدث من قبل ونتمنى أن نرى أعلى من هذه الأرباح في المستقبل، حيث هذا النجاح غير مستغرب من شركة فرضت نفسها كقطب عالمي في الصناعات العالمية البتروكيميائية، على الرغم من أنك تجد بعض الكتاب غير المختصين ينتقدون سابك وتجد في المقابل محللين ماليين مختصين يتغنون بسابك مع العلم أن أغلب المحللين من بنوك عالمية وذي خبرات لسنين طوال لهذه الشركة التي غالبية كوادرها من السعوديين. تحدث المهندس محمد الماضي عن توسع سابك المحلي عبر إمدادات أكثر لغاز الميثان، وقال إن الصناعة البتروكيميائية في سباق مع مصلحة المياه لتحلية المياه ولتوليد الطاقة الكهربائية... سؤال إلى متى هذا الاعتماد المسرف على الطاقة الناضبة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه؟.. تخيل بعد عقد واحد من الزمن فقط إذا ارتفعت أسعار هذه الطاقة إلى درجات مهولة ونحن نحرقها محليا لإنتاج الكهرباء بأسعار منخفضة مع العلم بأنه يوجد حلول أخرى ولكن تتطلب الجد والعمل الدقيق بدلا من أن نفرط فرصة إعادة تصنيع الطاقة الناضبة أو لتصديرها مباشرة... في تصريح سابق أتذكره للمهندس خالد الفالح رئيس ارامكو ولم يصدر أي تعقيب حول تصريحه عندما قال إن السعودية سوف تستهلك نسبة أكثر من كمية النفط التي تنتجها مما سيؤثر في تصديرها... بعد هذا للأسف حتى لم توضح أي إستراتيجية لكيفية التعامل مع الطاقة الناضبة (النفط والغاز) وكيفية ترشيد استخدامها، وللأسف لم يصدر أي توجيه من وزارة النفط مثلا لتوعية المجتمع. فوزارة النفط يجب أن توضح وتطلب من المواطنين عبر جميع القنوات الاعلامية بضرورة ترشيد الطاقة وامتلاك سيارات اقتصادية ذات استهلاك اقل على الوقود وكذلك المصانع... (الجازولين) الثمين والذي هو وقود للسيارات ويباع بسعر زهيد في السعودية يقدر بنسبة واحد إلى عشرة بالدول الأوروبية وارخص أيضا من الدول النفطية الخليجية الأخرى... أضيف أيضا أن تكاليف التكرير شبه مجانية وقد تحتاج السعودية إلى مصاف أكثر للاستهلاك المحلي في حالة وجود عجز للوقود تقوم السعودية بشراء المشتقات النفطية بسعر العالمي الثمين وتبيعه على المواطن بالسعر المحلي الزهيد... أولا شكرا لوطني على هذه الخدمة، لكن لابد من نشر الوعي الجماعي في الترشيد ونضع دائما في مفهومنا أن كل لتر وقود نوفر استهلاكه في التصدير بأنه سيصب في خزنة الدولة وكلما امتلأت خزنة الدولة زاد الاستقرار والازدهار... لكن هدر الطاقة إلى مستوى قد يسبب العجز واختلال ميزان الاستيراد والتصدير بالإضافة إلى التزايد السكنى المطرد قد يفجر أزمات من الصعب علاجها والسبب للأسف غياب الوعي... من المسؤول؟