بعد رفض لاعب النصر حسين عبدالغني السلام على لاعب الهلال الروماني رادوي حينما بادر بمد يده لمصافحته في لقاء الفريقين الأخير خرجت كثير من الأصوات منتقدة تصرفه، بيد أن أقوى نقد وجه إليه كان من لاعب النصر السابق والمحلل الحالي في قنوات الجزيرة الرياضية محيسن الجمعان الذي لم يتردد في وصف ما فعله عبدالغني بحركات «البزران» ويقصد بذلك أنها حركة لا يقوم بها إلا «الأطفال»، وحين القول بأن توصيف الجمعان لحركة عبدالغني كان الأقوى فذلك لعدة أسباب، أهمها أن التوصيف صادر من لاعب نصراوي سابق، فضلا عن أنه كان مدير كرة سابق أيضاً في الفريق، بالإضافة إلى أن الجمعان يعد واحداً من أبرز اللاعبين المتميزين خلقاً في تاريخ الكرة السعودية، وفوق هذا وذاك فإن الجمعان عضو في لجنة الأخلاق واللعب النظيف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ما يعني أن رأيه يعد رأياً رسمياً وليس مجرد نقد. وبعيداً عن الاتفاق مع ما ذهب إليه الجمعان من توصيف لحركة عبدالغني من عدمه إلا أنها تبقى حركة مرفوضة ولا تليق بلاعب بخبرة وتاريخ عبدالغني؛ بيد أن المتابع لمشوار اللاعب قد لا يستغربها؛ خصوصاً وأن في مسيرته من التصرفات ما يجعل مثل تلك الحركة غير مستغربة منه، لكن ما يحزن له أن تلك الحركة المشينة لا تشوه صورة عبدالغني وحسب بل إنها تترك انطباعاً غير لائق عن اللاعب المسلم؛ باعتبارها لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يؤكد أكثر ما يؤكد على أن «الدين المعاملة»، وأنه دين السلام؛ إذ يؤكد في غير معرض على أن السلام فضيلة من فضائله إلى درجة أنها ترقى إلى درجة الواجبات خصوصاً من جهة رده على من يلقيه، ولذلك فقد كان حرياً بعبدالغني ألا يقوم بتلك الحركة التي قد تظل راسخة في ذهنية النشء؛ خصوصاً من مشجعي النصر وممن يرونه نموذجاً للاعب، وكان الأحرى بإداريي النادي أن ينبهوه بل ويلزموه بعدم فعل ذلك، خصوصاً وأن تبادل المصافحة بين لاعبي الفريقين أمر كان متوقعاً بل ومحتماً. وعطفاً على توصيف الجمعان لحركة عبدالغني بحركات «البزران» فإن من الواجب على الجمعان نفسه وهو عضو لجنة الأخلاق واللعب النظيف أن يبادر برفع مرئياته حيال تلك الحركة المرفوضة إلى لجنته، وعدم الاكتفاء بوصفها بحركات «البزران»، أولاً باعتبار أن تصرف عبدالغني معني بالدرجة الأولى بالأخلاق واللعب النظيف، وهو ما يعني حتمية أن ترفع اللجنة مرئياتها تجاه الحركة للجنة الانضباط لاتخاذ العقوبة المناسبة بحق عبدالغني حتى يكون عبرة لكل من يريد تشويه صورة الرياضة وأخلاقياتها. ولربما يقول قائل بأن تصرف عبدالغني جاء طبيعياً كرد فعل على تصريحات رادوي المشينة في حق عبدالغني كما برر اللاعب لنفسه كذلك في تصريحاته التلفزيونية بعد المباراة، وهو عذر أقبح من ذنب، أولاً لكون رادوي قد أخذ عقوبته التي يستحقها جراء ما قام به من قول منبوذ، وثانياً لكون حركة عبد الغني لا تسيء له وحده فقط، وإنما هي إساءة لصورة اللاعب المسلم، ولمبادئ اللعب النظيف التي يسعى الاتحاد الدولي لتكريسها في ملاعب كرة القدم، إلى جانب ما ستتسبب فيه من تشويش في ذهنية النشء.