مع انطلاقة معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني في الأول من مايو/ أيار في الرياض, يتجدد الجدل حول السباق القائم بين المناطق الثلاث؛ الرياضوجدة والمنطقة الشرقية والتي غدت المعارض العقارية فيها حدثاً سنوياً مهماً يجتذب إليه صناع العقار من مختلف مناطق المملكة، وباتت هذه المعارض إحدى المدونات الثابتة على أجندة العقاريين وأصحاب الشركات العقارية ومؤسسات التمويل العقاري، إلى جانب وسائل الإعلام المعنية بهذا القطاع. وتستمد المعارض العقارية أهميتها من الأهمية التي تتمتع بها المملكة وما تحتويه من مشاريع عقارية واستثمارية وعمرانية جديدة كل عام وما يمكن أن تحتضنه أو تصدره من أموال وتسوقه من استثمارات أو يؤسس فيها من شركات وكيانات تتناسب في حجمها وأموالها المستثمرة مع مكانتها الاقتصادية بين دول الخليج والوطن العربي, والأسواق العقارية الأخرى حول العالم. وفي حين تسهم المعارض العقارية بشكل كبير في جلاء الصورة أمام الشركات العاملة في الميدان؛ فهي تمثل إلى ذلك منصة نموذجية لتفعيل التواصل بين أسواق العقار المختلفة؛ إذ لم تعد الشركات تقصر أنشطتها على أسواقها المحلية، بل أخذت تتطلع إلى الأسواق الإقليمية والدولية، في عالم يحكمه اقتصاد جديد كسر حواجز الحدود وألغى القيود على التجارة. وفي هذا الإطار يقول عمر القاضي العضو المنتدب لشركة إنجاز للتطوير العمراني: «أصبح الاستثمار في إقامة المعارض العقارية صناعة متخصصة تقوم على أسس تسويقية علمية تتبع سياسة التخصص في فعالياتها؛ حتى يمكنها أن تخدم قطاعات الإنتاج في الاقتصاد بمهنية عالية. وهذه المعارض ما هي إلا دليل على مكانة المملكة بين البلدان التي تتوافر فيها أكثر الفرص العقارية والاستثمارية». القاضي: المعارض فرصة كبيرة للالتقاء بمختلف الشرائح وفتح آفاق جديدة ولا شك أن هذه المعارض فرصة لكل من العارضين والحاضرين للالتقاء واستعراض الفرص والوقوف بشكل مباشر على وضع السوق، ويؤكد عمر القاضي: «إن الفائدة التي يجنيها العارض لا تقل أهمية عن تلك التي يجنيها الحاضر؛ فهي فرصة كبيرة للعارضين لجس نبض السوق، ومعرفة مدى تقبل العملاء للمنتجات والخدمات التي يقدمونها واقتراحاتهم؛ فكل تلك الأمور تساعد العارض على تحسين أعماله والرقي بها إلى درجة أعلى في سلم الاحترافية. كما أن الحاضر سيستفيد من مقابلته لبعض المسؤولين في القطاع العقاري لإيصال رأيه كما يتاح له مقابلة مستثمرين يصعب مقابلتهم في غير هذه المعارض؛ وبالتالي سيكتشف تواصلا قد لايكون متاحا». وشدد القاضي على أن كثرة المعارض العقارية في المملكة أمر إيجابي نظرا لاتساع المملكة ولتباعد مناطقها، ونظراً لخصوصية كل منطقة وتباين حجم وطبيعة استثماراتها، وقال إن على الشركات العقارية والمالية تقدير أهمية وجدوى هذه المعارض من الناحية الإعلامية والتسويقية, ودورها في توفير التواصل المباشر سواء بين العارضين أنفسهم, أو مع الزائرين على مدى عدة أيام؛ فهذه المعارض, والقول للقاضي: تتيح فرصة أفضل من أي وسيلة تسويقية وإعلانية أخرى لإبراز مختلف أنواع الاستثمارات العقارية والعمرانية وسبل تبادل المصالح بين المستثمرين أنفسهم. عمر القاضي وأضاف: «كل المعارض التي تشارك فيها إنجاز هي رصيد للشركة، لكن معرض الرياض للعقارات ومعرض سيتي سكيب في دبي هما الأبرز، ويأتي نجاح معرض الرياض للعقارات طوال هذه السنوات نتيجة تطوير آليات ومواصفات تنظيمه كل عام؛ كونه يستمد قوته ومصداقيته من قوة السوق العقارية الوطنية، والتزامه بضوابط وتعليمات الجهات الحكومية المعنية التي قدمت وتقدم كل دعم وتسهيلات تخدم القطاع العقاري قبل أن تخدم المعرض والمنظمين له». من جهته أكد حسين الفراج الرئيس التنفيذي لمعرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني ولملتقى الرياض الدولي لآفاق ومستقبل الاستثمار العقاري في المملكة ودول الخليج، «أن هذه المعارض مهمة جداً من الناحيتين التسويقية والإعلامية للشركات العقارية والتمويلية والقطاعات الاستثمارية والهندسية ذات العلاقة بالقطاع العقاري في المملكة ومنطقة الخليج، وهي مهمة أيضاً من الناحية الاجتماعية للتسهيل على كل شرائح المجتمع والمهتمين والمستثمرين لمعرفة ما يحتاجون إليه في السوق من خلال فعالية واحدة منظمة جيداً، ولا شك أن معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني هو الأب الروحي والنموذج لهذه المعارض؛ حيث يعد تاريخياً أول معرض عقاري متخصص في السعودية ودول الخليج؛ فقد انطلق عام 1998م ليصبح أكبر ملتقى ومعرض عقاري في السعودية.. وقد جاءت كل المعارض العقارية الأخرى داخل المملكة وفي دول الخليج بعده مستفيدة من تجاربه ومكانته ومن النتائج الإيجابية، اقتصادياً وإعلامياً، التي قدمها للقطاع العقاري». وأيد فراج تعزيز المعارض العقارية ذات المصداقية في خدمة القطاع العقاري، معللاً ذلك بقوله: «إنها تقدم خدمة اجتماعية تتيح للأفراد، بكل مستوياتهم وإمكاناتهم المالية، التفاعل مع العروض المقدمة من المستثمرين العقاريين والبنوك والشركات المطورة لاحتياجات الناس من المساكن والدخول في مشاركات استثمارية وتبادل المعلومات المفيدة، وليس هدف هذه المعارض فقط هو تحقيق أعلى عائد مادي للشركة أو الجهة المنظمة, واستغلال المعرض أو الحدث في تجميع أكبر عائد مالي». وأضاف: «معرض الرياض للعقارات سجل الكثير من الإنجازات في هذا الجانب؛ مما حقق له الدعم الحكومي المستمر والمساندة من أصحاب القرار، ويتضح هذا من خلال الشخصيات المرموقة التي يستضيفها وتشارك في الندوات والملتقيات التي تعقد على هامشه، وتختار موضوعات ونقاشات تتلمس ما يدور في السوق والمجتمع من أمور وتساؤلات». وعن أنظمة المعارض العقارية في المملكة، والتي لا تسمح بالمشاركات العقارية الدولية فيها أوضح الفراج: «أن نظام وزارة التجارة والصناعة بمنع المشاركات العقارية الدولية في المعارض التي تقام في المملكة قرار سليم؛ لحماية المواطن والمستثمر، كما يمنع المشاركات التي قد تبيع وتسوق -من خلال المعارض- مشاريع وخدمات وهمية، كما يحدث للأسف في بعض المعارض العقارية التي تقام في المملكة بتنظيم من شركات أجنبية هدفها استغلال المعارض في رفع إيراداتها المالية». وأكد الرئيس التنفيذي لمعرض وملتقى الرياض للعقارات والتطوير العمراني، أن «المستفيد من المعارض العقارية هم جميع من يسهمون ويشاركون فيها ويتفاعلون معها ويزورونها؛ فهي حدث مهم جداً لكل الأطراف، والدليل حجم المشاركات السنوية في معرض الرياض للعقارات، وعدد الزوار الذي يتجاوز 50 ألف زائر من كل الفئات والمستثمرين». وعن المنافسة بين المعارض العقارية يقول الفراج: «ليست هناك منافسة بين المعارض العقارية في المملكة. وسيكون كافياً إقامة معرض واحد كل عام في كل منطقة, يتمتع بالقوة والمصداقية والرؤية الواضحة نحو خدمة كل الأطراف في المملكة من مستثمرين عقاريين ومؤسسات معنية، ويوفر المشاركات والعروض التي تخدم المجتمع وتلبي حاجة الأفراد من المنتجات العقارية التي تلبي تطلعاتهم الإسكانية واحتياجاتهم التمويلية والاستثمارية». ووصف فراج معرض الرياض للعقارات ب»الأب الروحي للمعارض العقارية في المنطقة», وأشار إلى أن تنفيذ فكرة المعارض العقارية والتطوير العمراني الأولى في السعودية كانت قد بدأت بجهود شخصية بانطلاقة معرض الرياض العقاري، والذي بدأ صغيراً في فندق الإنتركونتيننتال في الرياض قبل نحو 15 عاماً وبعدد محدود من الشركات العقارية ولكن مع الإصرار ظهرت النتائج وأصبح هذا المعرض واحداً من أكبر الأحداث الاقتصادية المميزة في تخصصها وفعالياتها وحضورها في المملكة والخليج. وأشار في هذا الصدد إلى أن معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني شهد في بدايته مشاركة 12 شركة, في حين تشارك فيه حالياً مائة شركة من شركات العقار والتطوير العقاري والتمويل والمصارف, وأنه يتوفر على عنصرين رئيسين هما: تلبية طلبة المواطنين في مجال السكن عن طريق تسهيل توفير التمويل اللازم للمشاريع العقارية, كما أنه يشكل ملتقى دولياً مهما لخبراء العقار من مختلف أنحاء العالم الأمر الذي يوفر فرصة للعقاريين لتبادل الخبرات والمعلومات.