هل تعرف ما هو أول تطبيق حاسوبي استخدمه الأطباء في مجال الرعاية الصحية؟ انه المدقق الإملائي، هكذا أجاب الدكتور هنري فريدمان (Henry Freidman) الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد والمطور لأنظمة الرعاية الصحية الإلكترونية في مركز (BIDMC) الطبي، وذلك في ثنايا كلمته الافتتاحية في مؤتمر الكويت الثاني للخدمات والأنظمة الإلكترونية. فإلى وقت قريب كان الطبيب عند تفاعله مع المريض لشرح حالته الصحية، يستخدم الورقة والقلم لتقريب الفكرة للمريض وتوضيح المشكلة التي يعاني منها بشكل صوري. غير أنه مع التطورات الملموسة في قطاع الأجهزة الحاسوبية، استطاع الطبيب تسخير الأجهزة المحمولة، وتحديدا نعني هنا جهاز الايباد (iPad)، لعرض مقاطع عالية الوضوح للمريض واستخدامه لشرح حالته الصحية. فالدكتور فريدمان قام بتطوير برنامج يستفيد من جهاز الايباد لتقديم الرعاية الصحية التفاعلية بالقرب من سرير المريض، بحيث يقوم النظام بعد الاتصال بالخادم المركزي من تحميل المعلومات ومقاطع الأشعة الخاصة بالمريض، من دون أن يتكبد المريض عناء الذهاب لمكتب الطبيب لتلقي الشرح. وكما ذكر الدكتور فريدمان فإن أسئلة المرضى بعد استخدام النظام أصبحت أكثر ذكاء وعمقا بالإضافة إلى المعرفة التي يكتسبها المريض عن مرضه. واستطرادا في الأمثلة التي تستخدم في تحسين الرعاية الصحية، ذكر الدكتور هنري أنه في مستشفى كاليفورنيا تم تركيب أجهزة شبيهه بأجهزة الصراف الآلي تعمل على تقديم الرعاية الصحية الأولية للمريض من دون الدخول على الطبيب. فهذه الأجهزة مزودة بنظام خبير يقوم بسؤال المريض عددا من الأسئلة ومن ثم صرف العلاج وتسجيل المعلومات في ملفه الطبي وبتكلفة زهيدة جدا مقارنة بأضعاف المبلغ الذي كان سيدفعه لو قابل الطبيب. وبالطبع مثل هذه الأنظمة لا تنفع للعمل إلا على الأمراض البسيطة والمعروف علاجها مسبقا. هذه الأمثلة التي ذكرها الدكتور هنري خلال كلمته الافتتاحية توضح التقدم الملموس في مجال الرعاية الصحية عالميا وذلك في تطويع التقنيات الحديثة لجعل حياة المرضى أكثر سهولة. غير أن مجال الرعاية الصحية وخاصة في المنطقة العربية لازال بحاجة إلى مزيد عناية من قبل المهتمين في الجانب التقني للرفع من كفاءتها ولنقلها إلى الجيل الثاني من الخدمات!