بعد شهر على بدء تحالف دولي عمليات القصف في ليبيا، بات حلف شمال الاطلسي متورطا في نزاع لا يجد مخرجا له، فيما تدعو اصوات الى تسليح الثوار او ارسال قوات برية للتصدي لقوات معمر القذافي. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه "هناك خطر بان يطول امد هذه الحرب. انها عملية طويلة ومعقدة ولانها معقدة ستكون بالتالي طويلة". وكانت فرنسا اطلقت في 19 مارس اول العمليات الجوية للتحالف الدولي ضد قوات القذافي الى جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وبدأ التدخل في حينها لحماية المدنيين من النظام الليبي بتفويض من الاممالمتحدة. وكان هدف العملية تحقق جزئيا مع انقاذ مدينة بنغازي مقر الثوار في شرق البلاد في اللحظة الاخيرة من هجوم لقوات القذافي. وقال نيك ويتني المحلل في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية "كان ذلك نجاحا كبيرا لانه لو لم نتدخل لكانت وقعت كارثة انسانية وجيوسياسية". ومذذاك تطور الهدف المعلن للتدخل ليتحول الى حمل القذافي الذي يحكم ليبيا بقبضة من حديد منذ اكثر من 42 عاما، على التنحي. واكد الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك "انه من المستحيل ان يكون لليبيا مستقبل مع القذافي". لكن القذافي متمسك بالسلطة ونجح في احتواء الثوار في شرق البلاد ما يثير مخاوف من احتمال تقسيم البلاد، وبدل استراتيجيته العسكرية. فبعد منع سلاح الجو الليبي من القيام بطلعات لقصف مواقع وتدمير ثلث اسلحته الثقيلة، امر القذافي قواته بنشر الدبابات والمدرعات في المناطق المأهولة لجعل الضربات الجوية الاطلسية اكثر صعوبة. وقال مسؤول في الحلف الاطلسي "بما ان قوات القذافي ارغمت على الاختباء فعلينا اخراجها من مخابئها". ووافقت فرنسا على مضد على تسليم القيادة العسكرية للعمليات في ليبيا الى الحلف الاطلسي في 31 مارس وتشكو مذذاك من عدم تكثيف الحلف الجهود العسكرية وقلة حماسة دول عدة لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات القذافي. وترغب باريس في ان تعود الولاياتالمتحدة للعب دور مركزي في العمليات العسكرية لكن واشنطن ترفض ذلك لانها تعتبر انها منشغلة بما فيه الكفاية في افغانستان والعراق. كما ان مصالح واشنطن الاستراتيجية في مكان آخر. ويقول ويتني "علينا ان نقبل الواقع باننا في مأزق عسكري سيستمر الى ان يتوصل الليبيون الى حل تفاوضي". واضاف "علينا ان نتحلى بالصبر". وامام المأزق في ليبيا تدور خلافات بين الدول الاعضاء في الحلف حول ضرورة تكثيف الضربات او مد الثوار بالاسلحة. حتى ان مسألة ارسال قوات على الارض باتت مطروحة. وطلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية اكسيل بونياتوفسكي الاثنين من الحلف الاطلسي ارسال قوات خاصة على الارض معتبرا ان الائتلاف في الوقت الراهن "يتجه الى طريق مسدود". وقد يسرع الامور مصير مدينة مصراتة المتمردة (غرب) حيث قتل الف شخص خلال ستة اسابيع من جراء قصف قوات القذافي. وقال الفارو دي فاسكونسيلوس رئيس معهد الدراسات الامنية في الاتحاد الاوروبي ان "مصراتة مفتاح الحل. اذا نجح المجتمع الدولي في حماية مصراتة والسماح للثوار بالسيطرة على المدينة ستكون نهاية القذافي".