ليس سراً أنه ومنذ تفجيرات سبتمبر (2001) ارتفعت نسبة التشدد الأمريكي في منح فيز الدراسة والسياحة والعمل لجنسيات عالمية مختارة .. ورغم هذا - ورغم منافسة أستراليا وكندا وبريطانيا - ماتزال أمريكا صاحبة المركز الأول في استقطاب طلاب الدول الأخرى.. ويقدر أن الطلاب الأجانب يضخون كل عام 20 مليار دولار في شرايين الاقتصاد الأمريكي (ناهيك عن إيجابيات علاقتهم المستقبلية مع الولاياتالمتحدة كوزراء ومسؤولين) !! وحسب آخر تقرير نشره المعهد الدولي للتعليم فهناك مليونا طالب أجنبي يتلقون دراساتهم في الجامعات الأمريكية 17% منهم يأتون من الصين يليهم القادمون من اليابان ثم الهند وكوريا وتايوان (... فيما يأتي الطلاب السعوديون في المركز الأول بالنسبة للجنسيات العربية حيث أصبحنا أكثر انفتاحا بعد التفجيرات إياها)! ويشكل الطلاب القادمون من آسيا معظم الطلاب الأجانب في أمريكا، في حين يشكل العرق الأصفر وحده 88% من مجمل الطلاب الآسيويين .. أما ضمن الجامعات ذاتها فيشكّل الطلاب الصفر 25% من مجمل طلاب جامعة بيركلي، و21% من مجمل طلاب جامعة كاليفورنيا ، و20% من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، و15% من جامعة هارفارد (وجميعها من الجامعات الأمريكية الراقية)... وبهذا يمكن القول إن مشكلة طلابنا العرب لا تقتصر فقط على الاجراءات الحكومية المتشددة بل وعلى المزاحمة النوعية والكمية التي يبديها الطلاب الصفر؛ فمن الملاحظ أن الطلاب ذوي الأصول الآسيوية أكثر تفوقا وذكاء حتى من زملائهم "البيض". أما بالنسبة للطلبة الأمريكان فالأمر غدا مزيجاً من السخرية والغضب وأصبحوا يطلقون على جامعة بيركلي اسم (جامعة الأقلية البيضاء) وعلى معهد ماساتشوستس (ميد. إن. تايوان) نسبة إلى الحروف الأولى من اسم المعهد M.I.T وكان أحد علماء النفس في جامعة بيركلي (التي تضم أكبر تجمع آسيوي) قد قام بقياس معدل ذكاء (1000) طالب أمريكي و(1000) طالب أصفر فوجد أن متوسط الذكاء لدى الطلبة "الصفر" يزيد في مجموعه على "البيض" بعشر نقاط .. ورغم عدم إيمان الآسيويين أنفسهم بمسألة التفوق العرقي إلا أن الإحصائيات - على أي حال - تشير إلى تفوقهم في المجالين العلمي والتقني؛ ففي حين يبلغ مجموع الآسيويين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 20% لا تتجاوز نسبة المسلمين والعرب 2% ، وفي حين بالكاد نسمع عن تفوق اسم عربي مألوف أصبح من المعتاد أن يحرز "الآسيويون" المراكز العشرة الأولى في حفلات التخريج .. ورغم أن المهاجرين الآسيويين في الولاياتالمتحدة لا تتجاوز نسبتهم 2% من عدد السكان تبلغ نسبة المشاركين منهم في امتحانات SAT (وهو الامتحان الذي يحدد دخول طلاب الثانوية إلى الجامعات) 67% من مجموع الأعراق المهاجرة الى هناك! وتبدو هذه الظاهرة خطيرة من نواح كثيرة؛ فكثير من الشركات الأمريكية مثلا أصبحت تفضل توظيف الخريجين الآسيويين على الخريجين الأمريكان .. كما بدأ الخريجون الآسيويين يتقلدون اليوم مناصب صناعية وسياسية مهمة - سواء في بلادهم أو في أمريكا ذاتها .. أما رجل الشارع البسيط فأصبح على قناعة بأن الآسيويين في طريقهم للاستيلاء على المراكز العلمية في أمريكا - بعد ان استولوا بالفعل على أسواقها الاستهلاكية !! .. وفي رأيي الشخصي .. هذا كله مجرد مظهر واحد - من مظاهر عديدة - تشير إلى قرب انتقال بندول الريادة العلمية والعالمية باتجاة العرق الأصفر !!