انتهى ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2011 ولم تنته آثاره ولا ذكرياته، فقد كان بحق نقله جديدة في تطورات المفاهيم السياحة الخاصة بالسعودية، واستطاع الملتقى الذي شمل عددا كبيرا من المحاضرات وورش العمل ومعرضاً كبيراً وحضورا فاق التوقعات إضافة إلى صفقات تجارية بالملايين أن يظهر إمكانات المملكة الهائلة في المجال السياحي، وكانت هيئة السياحة السعودية، قد أدركت منذ البداية أهمية الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة للتعريف بتلك الإمكانات وإبرازها للسائح سواء داخل المملكة، أو خارجها فخصصت موقعاً على الانترنت لهذا الغرض وأنتجت العديد من البرامج المرئية عنها وكذلك منصات متنقلة للتعريف بالمواقع السياحية في كل منطقة وهكذا، وفي هذا المعرض تم تطوير كل تلك القدرات التقنية الهائلة والتي ما يزال أمامها الكثير لتقدمه. التقنية سيطرت على المعرض. وبما انه معرض لتحفيز الاستثمارات في مجال السياحة والسفر الداخلي فقد كان للطيران والفنادق والدور التاريخية الدور الأساسي فيه ولكن بدون التقنية لم تكن هذه الجهات قادرة إلى إيصال خدماتها الى الزبائن، ففي الطيران مثلا تقدمت جهات عالمية تمثل نظام الحجوزات للطيران بما يشمله من البحث في الرحلات ومواعيدها لعدة خطوط جوية واستخراج التذاكر وإلغاء الحجوزات مثل نظام اماديوس الشهير. كما أن هناك شركات محلية قامت بتطوير أنظمة للفنادق والشقق المفروشة مجهزة بنظام محاسبي مع إمكانية تقديم الاستشارات التقنية والفنية للمواقع السياحية والتي قد تتطلب أنظمة خاصة بها. كما انتشر في المعرض معاهد متخصصة في تقديم الدورات والبرامج التعليمية المتخصصة في السياحة والتي تتضمن دورات في التعامل مع برامج الحجوزات العالمية ووسائل استخدام التقنية في حجز الطيران والفنادق حول العالم، وشمل المعرض أيضا شركات تقدم وسائل الإرشاد للسائحين مثل الشاشات التي توضع في المطارات والفنادق والمواقع السياحية لإرشاد الزائرين وتقديم خدمات المعلومات لهم، وتميز المعرض أيضاً بأجنحة خاصة بكل منطقة في المملكة مثل جدة وحائل والجنوب والمنطقة الشرقية وتوزيع أقراص ليزر تحتوي معلومات مهمة عن تلك المناطق. ورش العمل والإقبال الكبير من الغريب فعلا أن تجد إقبال من هذا النوع على المحاضرات والندوات وورش العمل التي صاحبت هذا المنتدى ولكن مع الحضور المستمر ستكتشف ان العديد منهم هم من طلاب المعاهد السياحية وهذه فائدة جديدة لمثل هذا المنتدى الذي يعطي شبابنا وفتياتنا العاملين في هذا الحقل الفرصة لاكتساب الخبرات واللقاء مع المسئولين عن السياحة او من لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بعالم السياحة في المملكة مثل مدراء شركات ومكاتب الطيران وملاك الفنادق وأيضا شركات الاتصالات وما تقدمه للسياح وهكذا، وامتلأت بالفعل كل قاعات المحاضرات التي تمت خلال المنتدى، وظهر جليا جدية الحضور في الاستفادة من المحاضرين. وفي رأي أن أهم تلك المحاضرات الندوة الخاصة عن خطة البريد السعودي في طرح المول الالكتروني للتسويق Emall (www.e-mall.com.sa) الذي حضره مدير العمليات بالبريد السعودي الأستاذ ماجد العنزان والأستاذ احمد الحمد مدير مركز التنمية الاجتماعية بالإحساء وعدد من المتحدثات السعوديات المشرفات على الجمعيات الخيرية والنشاطات الاجتماعية لما لهذه النشاطات من دور في تنشيط العمل السياحي وتحدثوا فيها عن الأساليب الحديثة والتقنية في التسويق السياحي، ومدى إمكانية الاستفادة من التقنية في التسويق السياحي ومن ذلك برنامج الأسواق الالكترونية Emall وقد أبدى الأستاذ ماجد استعداد البريد السعودي للتعاون مع أي قطاع سياحي له صفه رسمية (ليسو أفراد) في العمل ضمن هذا المشروع. وأضاف أن العمل مع الأفراد والأشخاص العاديين يحتاج إلى مجهود كبير ونحن في بداية التجربة، كما أن العمل مع الشركات والمؤسسات يعطي الثقة والصدقية لزبائن ما يعني انه يفيد الأشخاص أيضا في نهاية المطاف.