قال عبدالعزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إن الجزائر ليست في مأمن عما يحدث في المنطقة العربية من ثورات، معتبرا الاحتجاجات التي تشهدها بلاده من حين لآخر ظاهرة طبيعية لكنها ليست أزمة سياسية. وأوضح بلخادم في حوار مع التلفزيون الجزائري الرسمي بث مساء الأربعاء أنه "لا يمكن مقارنة ما تعرفه الجزائر من حراك اجتماعي مع ما تشهده بعض دول المنطقة العربية، ولا يعني اننا في مأمن مما يجري حولنا". واعترف بلخادم بوجود "قضايا واحتجاجات مشروعة ينبغي أن يتعامل معها بطريقة راشدة"، داعيا إلى "فتح فضاءات للوساطة من غير الأحزاب السياسية من خلال منظمات المجتمع المدني والنقابات لتكون فضاءات وساطة يعمل داخلها على طرح القضايا والعمل على إيجاد الحلول لها مع من يهمه الأمر". واعتبر بلخادم أن "الحراك الاجتماعي الذي تشهده الجزائر ظاهرة طبيعية كلما كانت هناك طلبات وفي غياب فضاءات الوساطة بين السلطات والمواطنين فيعبر عنها بالاحتجاج في الشارع"، محذرا من أنه "لابد من أخذها بعين الاعتبار أو مناقشتها لأن عدم فسح المجال لذلك أو التجاوب معها في حدود الإمكان له إسقاط سياسي". وأيد بلخادم التحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، لكنه اشترط قبل ذلك "توفير ثقافة سياسية مناسبة لذلك"، معتبرا أنه "في الفترة الحالية النظام الأنسب هو الرئاسي'' مجدداً دعم حزبه لإجراء "تغيير جذري للدستور". ورفض بلخادم حل البرلمان استجابة لدعوات المعارضة لكنه أيد إحداث تغيير في الحكومة الحالية التي يرأسها أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني قوة سياسية في البرلمان. وعزا هذا الموقف إلى "وزراء لم يؤدوا ما عليهم''. وقال إن "صلاحيات تغيير الحكومة تبقى في يد رئيس الجمهورية لكننا بالطبع نطالب بتغييرها". من ناحية أخرى، انتقد بلخادم بشدة رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مصطفى عبدالجليل لاتهامه الجزائر بإرسال مرتزقة لمساعدة العقيد معمر القذافي. وقال "إن من اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة إلى ليبيا هم من استقووا بحلف الناتو على إخوانهم، والجزائر حاربت الحلف الأطلسي كما يؤكد ذلك التاريخ" في إشارة إلى حرب التحرير ضد فرنسا (1954-1962) الذي وقف معها الحلف الأطلسي. واعتبر أن "على هؤلاء الناس أن يتوضؤوا قبل التكلم عن الجزائر" مشيرا إلى أن مصطفى عبدالجليل نفسه نفى في حوار مع صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية نشر في 5 ابريل الجاري تورط الجزائر في إرسال المرتزقة عندما قال "إن الجزائر أكبر من أن ترسل مرتزقة". وانتقد بلخادم بشدة أيضا ما وصفه "رداءة العمل العربي المشترك" من خلال "القرار الأخير الصادر عن الجامعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي من أجل طلب العمل العسكري ضد إخوانهم الليبيين"، رافضا فكرة ترشحه إلى منصب الأمين العام للجامعة العربية "ما لم يغيّر ميثاقها وتصبح سيدة قراراتها".