نجاح المشروعات الصغيرة وراءها قصة كفاح، بداية من التخطيط للمشروع وانتهاء بتنفيذه على أرض الواقع، وهنا نطرح نماذج ل «مشروعات استثمارية» قد تبدو عند القارئ بسيطة، ولكنها لدى أصحابها كبيرة، بل ومؤثرة في مسيرة الوطن التنموية. خبرتي قادتني في البداية تتحدث «نورة التميمي» 25 عاماً وخريجة رياض أطفال وصاحبة مؤسسة مختصة بتنظيم معارض نسائية، قائلةً: مهدت لي خبرتي المتراكمة بالسوق والمعارض، إلى جانب إلمامي بحاجة سيدات الأعمال المبتدئات لمؤسسة تنظيم معارض، ليعرضن فيه منتجاتهن اليدوية أو المستوردة من الخارج في جو نسائي مريح، مضيفةً أنه وصل نشاط المؤسسة الآن إلى إقامة (100) ركن لسيدات الأعمال المبتدئات في معرض واحد، مشيرةً إلى أنها لن تنسى دور عائلتها، وتحديداً والدتها التي كان لها فضل كبير في تشجيعها للوصول إلى ما هي عليه الآن، ذاكرةً أنها تؤمن بأن المشروع الذي يبدأ صغيراً ويكبر بتراكم الخسارة والأرباح، أفضل بمراحل من مشروع يبدأ كبيراً ثم يتعرض لهزات قوية. خطوات مدروسة وأضافت أنها لا تؤمن بالقفزات في الاستثمار، بل بالتدرج وفق خطوات مدروسة، فهي ترسم خطواتها اللاحقة بناء على ما تحققه الآن، لذا ترى أن خطوة التوسع مطروقة، ولكنها تحتاج إلى تأن ووقت، مبينةً أن سنوات دراستها الجامعية أعطتها أرضية معرفية جيدة، استطاعت أن تدرس فيها المشروع، وأن تعرف تماماً في أي بحر تبحر، لافتةً إلى أنها كانت تستشعر إمكانية تقلب أوضاع السوق منذ اليوم الأول، وتدرك أن الأيام الوردية لن تستمر، فلم يكن تحقيق الأرباح وتراكمها يدفعها للزهو والانتشاء بقدر ما كان يجعلها تحسب للأيام القاسية، عبر وضع ما يشبه «الصندوق الاحتياطي»، ذاكرةً أن الأعوام اللاحقة أثبتت منذ انطلاق المشروع رجاحة هذا القرار، بعدما أثرت الأزمة حتى على قطاع الأزياء، الذي خال البعض أنه بعيد عن التأثر بداية الأزمة. ليس بالصعب وأوضحت أن العقبة الوحيدة التي واجهتنا منذ البداية وحتى الآن، هي في ارتفاع أسعار القاعات والصالات، الأمر الذي يفرض علينا كمؤسسة تنظيم رفع إيجار الركن على سيدة الأعمال المبتدئة، وهذا ما نحاول أن نتلافاه بقدر الإمكان، في سبيل تشجيع الشابات الصغيرات على دخول سوق التجارة وتحقيق الأرباح، مبينةً أنها ترى أن تحقيق النجاح أمر ليس بالصعب ولا بالسهل، ولكنه يتطلب أن يتمتع الشخص بثقة متناهية، مشيرةً إلى أن جميع طاقم فريق العمل في المؤسسة من المواطنات بدءً من التسويق وحتى التنظيم، ونحن نعمل بروح الفريق الواحد ولا مكان للفردية بيننا، موضحةً أن كل هدف يرغب أي شخص في تحقيقه سوف يصل إليه عندما يحصل على دعم الجماعة ومساندتهم، وأنا لدي قناعة متناهية بأنه كلما أرحت الموظف أجزل لك العطاء، فجميع موظفات المؤسسة يحصلن على امتيازات وحوافز مرضية في كل تنظيم. تجاوزن «العثرات» و«الصعوبات» بكل ثقة دعم الموهبة وتقول «نجلاء آل عبد القادر» عن مشروعها في تصميم وتنفيذ المجوهرات من الذهب والفضة وأنواع متنوعة من الأحجار الكريمة: «منذ صغري وأنا اهتم بالرسم وتحديداً في مجال النقوش والأشكال المتناهية الصغر، وعند تخرجي في الجامعة كان لدى اهتمام كبير بمجال تصميم المجوهرات، لاسيما وقد لامست إعجاب كثيرات من صديقاتي ومعارفي وكل من حولي بتصاميمي، مما كان له الأثر الأكبر في دفعي نحو مجال التصميم»، ذاكرةً أنها في مرحلة لاحقة حرصت على تعليم نفسها واكتساب الخبرات وصقل موهبتها عن طريق من هم أعلم مني بهذا المجال، وفعلاً التحقت ببعض الدورات المتخصصة بمجال التصميم وإدارة المشروعات لدعم انطلاقتها وفق أسس وأساليب علمية سليمة. مركز أول وأضافت: أما عن مراحل تطور المشروع، فقد بدأت كمصممة مجوهرات في عام 2005م، وصممت عددا من الأطقم لشركة مجوهرات رائدة في المنطقة الشرقية، ولكن عدم حصولها على حقها الفكري والمعنوي على حد قولها جعلها ترفض الاستمرار، لتصر على التمسك بحقها الفكري في التصاميم، مبينةً أن دعم العائلة المستمر لها وجهها بقوة نحو تنفيذ مشروعها كمصممة مجوهرات مستقلة، بعد التحاقها ببرامج لتعلم أساسيات إدارة المشروع من جميع النواحي، ذاكرةً أنها شاركت ببعض المعارض المحلية الصغيرة، لتفوز بالمركز الأول كأفضل مشروع مقام من المنزل في منتدى المرأة الاقتصادي 2008م في غرفة الشرقية. نورة:لا أُؤمن بالقفزات السريعة معتوقة: التسويق هو أكبر مشاكلنا! معهد متخصص وذكرت أنها بدأت بالمشاركة في المعارض الدولية المتخصصة في مجال المجوهرات داخل المملكة، لتثبت نفسها كمصممة مجوهرات، موضحةً أن مشروعها بدأ في الظهور بخطوات ثابتة وواضحة إلى أن وصلت إلى إنشاء مكتب خاص لتصميم المجوهرات بمدينة الخبر، مشيرةً إلى أن رؤيتها المستقبلية تتمثل في إنشاء معهد متخصص في مجال تصميم المجوهرات، وهذا ما تعمل عليه هي ومجموعة معها، وذلك بتقديم دورات للمهتمين بمجال فن تصميم المجوهرات، وإنشاء مصنع يحمل اسم مصممة مجوهرات سعودية، يعمل للإنتاج المحلي، إلى جانب تنفيذ تصاميم لمصممين مجوهرات مواطنين، وكذلك الوصول إلى العالمية وإبراز صورة المرأة في المملكة العاملة والفنانة والمعطاءة. نجلاء: حصلت على المركز الأول صدق وإرادة وتقول «انتصار المحسن» مصممة غرف نوم ومفارش وستائر وأطقم خاصة بالمواليد: لن يتحقق أي نجاح من دون الصدق والحب والإرادة في العمل، إلى جانب الاختيار السليم له، مضيفةً أنها بدأت هاوية للعمل، لحبها لكل ما يتعلق بالطفولة؛ حتى فتحت مع والدتها مشروعهما ك «معرض للديكور»، وكان الأول من نوعه في المنطقة لسيدتين يعملن بالتصميم الداخلي، مشيرةً إلى أن البعض كان يستغرب لكون المعرض مفتوح كباقي المحال، وليس مركزاً نسائياً، مبينةً أن الكل كان يشجعهم لكونه يخدم المجتمع ويساعد السيدات في التواصل مع حاجاتهن ورغباتهن؛ وهذا يدل على قوة عمل المرأة وكسرها حواجز العرف الذي يعتقد بعضهم أنه لا يتلاءم مع عملها، مؤكدةً أن مشروعها مازال صغيراً، وأطمح أن يكون شركة في المستقبل بإذن الله، ويكون خاصا بكل ما يتعلق باحتياجات الأطفال، موضحةً أنها تنوي أن توظف فيها فتيات وسيدات مواطنات ممن لديهن الرغبة في هذا النوع من العمل، طالما عشقت عملها بديكورات الأطفال والأوان الباردة، التي تحرص على اختيارها بطريقة تريح العين للكبار وتناسب براءة الصغار. انتصار: أطمح إلى فتح شركة صعوبات خاصة وكما هي طبيعة أي عمل كان لابد من مواجهة الصعوبات التي تحدثت عنها انتصار بصورة مختصرة: نعم هناك بعض الصعوبات التي تواجه المرأة في المملكة، وهي قادرة أن تتغلب عليها بإرادتها، ومن أبرزها صعوبات التنقل وبعض الأمور التي تتطلب منها «المعرف» أو «تصريحات السفر»، وهذه الصعوبات تقلل من انجازات سيدات الأعمال؛ لأن عملهن يتطلب التنقل والإشراف عليه بأنفسهن، متمنية أن تختفي هذه الصعوبات مع مرور الوقت، وناصحةً كل فتاة بالبحث عن العمل، وأن لا تنتظر الفرصة تأتيها، بل عليها أن تبحث عنها بنفسها وتصنعها لتحقيق ذاتها. تطوير الهواية وتقول «معتوقة آدم» متخصصة في تغليف الهدايا وتنجيد الآثاث وجهاز العرائس وهدايا المواليد: بدأت الفكرة كهواية، طورتها عن طريق الدورات التدريبية، فبدأت في مركز الخدمة الاجتماعية، ثم طورت نفسي داخل البيت، فأصبح زبائني من الأهل والجيران، وبعدها عملت لدى المصمم «حاتم القايدي» الذي دعم خبرتي في مجال التغليف والتنجيد بشكل عام، مضيفة أنها كانت ضمن ورشة عمل تمارس نشاطها بمنتهى الجدية، ليستمر عملها معه لمدة سنة كاملة، كنت خلالها أجهز كل ما يطلب مني في الورشة، ثم يتسلم الأستاذ «حاتم» أعمالنا لبيعها والاستفادة منها، مشيرةً إلى أنها أخذت دورة تدريبية في أحد البنوك تحت عنوان: كيف تبدئين مشروعك الصغير؟، واستفدت منها كثيراً وكانت آخر مشاركاتي منذ ثلاثة أشهر في معرض «ومكس»، مؤكدةً أن أكبر مشكلة تواجه المشروعات الصغيرة وسيدات الأعمال المبتدئات هي عملية التسويق. تصميم لمجوهرات نجلاء العبدالقادر انتصار بجانب أحد تصاميمها