استبعدت «القائمة العراقية» امس عقد القمة العربية في موعدها المقرر بشهر مايو المقبل في بغداد بسبب ما وصفته ب»أزمة العراق السياسية وأجواء عدم الثقة السائدة فيه». كما عزت القائمة، التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، اسباب استبعاد عقد القمة في بغداد الى اختلال الشراكة الوطنية وارتباك الوضع الأمني والسياسي في البلاد. وقال مستشار «القائمة العراقية» هاني عاشور في بيان صحافي امس إن «الأزمة السياسية في العراق وأجواء عدم الثقة التي تهدد الشراكة الوطنية ستؤثر بالنتيجة على عقد القمة العربية في بغداد في مايو المقبل إضافة لما تشهده المنطقة العربية من أزمات سياسية وتظاهرات شعبية». وأضاف أن «الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية حالياً وعدم قدرة العراق على تقديم حكومة شراكة وطنية حقيقية كما تم الاتفاق عليه في إطار مبادرة مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق سيدفع الدول العربية إلى أن تلحظ حالة غياب الثقة في العراق، ما يجعلها غير مقتنعة بمنحه (العراق) قيادة العمل العربي المشترك للفترة المقبلة». ورأى عاشور أن «اختلال الشراكة الوطنية في العراق أعطى صورة معكوسة لما كان يجب أن يتقدم به العراق بعد الانتخابات الماضية من أن الحكومة تمثل الشعب كله وان قراراتها هي قرارات جميع الكتل السياسية وليست منفردة بحزب واحد دون غيره»، في اشارة الى حزب الدعوة الاسلامي الذي يتزعمه المالكي. ولفت الى أن هذا الوضع يعكس صورة للعرب مفادها بأن «قيادة العمل العربي المشترك لن تكون جادة ومؤثرة للفترة المقبلة». وشدد مستشار القائمة العراقية على أن «أمام العراق فرصة تاريخية لإثبات دوره الحضاري خلال القمة العربية المقبلة في بغداد»، غير انه اكد استحالة ذلك «في ظل الظروف الحالية التي تشهد ارباكاً امنياً وسياسياً، وعدم تحقق الشراكة الوطنية». ورأى أن «نظرة الدول العربية للعراق في وضعه الحالي مرتبكة وغير واثقة، في وقت يمر الوطن العربي بأزمات سياسية كبيرة». وقال إن «العراق بأزماته الحالية غير قادر على إيجاد أرضية مشتركة لحل أزمات الدول العربية ما يعطي القناعة بان تأجيل عقد القمة العربية في بغداد شئ وارد في الحسابات السياسية العربية». وكانت القائمة اتهمت، على لسان المتحدث باسمها حيدر الملا في مؤتمر صحافي عقده أول أمس السبت، «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ب»الانقلاب» على مبادرة البارزاني، داعية الكتل السياسية لاتخاذ موقف بهذا الخصوص. وكان مجلس الجامعة العربية قرر في الثاني من مارس الحالي إرجاء عقد القمة العربية في بغداد إلى موعد أقصاه 15 مايو المقبل على ان تعقد الاجتماعات التحضيرية للقمة على مستوى وزراء الخارجيه في القاهرة في الثالث من الشهر نفسه.