صدر لأنس بن داود العسافي كتاب بعنوان ( أيام في نوتنغهام: مشاهدات سعودي مبتعث) صادر عن وهج الحياة للنشر، في ستين ومئة صفحة من القطع المتوسط، متضمنة ثماني عشرة محطة دونها الكاتب من خلال مشاهداته بوصفه مبتعثا سعوديا، رصد ودون الكثير من المواقف ومشاهداتها ، إلى جانب ما استطاع أن يقدمه للقارئ من تفاصيل لأيام عاشها العسافي في نوتنغهام عبر العديد من المشاهد التي استوقفت تفكيره ومن ثم قلمه لإخراجها بين يدي القارئ في هذا الإصدار. فمنذ تلك اللحظة التي وجد فيها الكاتب نفسه بلا صاحب بعد أن ودع مرحلة الاعتماد على الآخر إلى أخرى معتمدا فيها على نفسه.. والتي يصف العسافي أن انتقاله ما بين المرحلتين لم يسعفه بما يكفي للتفكير في استهلال أولى محطات المرحلة القادمة التي تتطلب منه أن يستجمع الكثير من قواه المعرفية والثقافية وما أدركه من تجارب الأيام ليكون قادرا على مواجهة مرحلة يصفها في أولى خطواتها الأولى قائلا: أعلم أن الرحلة في أولها، إلا أن الخوف (مليح) فقد سرحت بخيالي بعيداً وشاهدت نفسي في موقف لا أحسد عليه، فاكتشافي أن محطة نوتنغهام قد جاوزناها ، والنزول عند أي نقطة أخرى هي بالنسبة لطالب محمل بالحقائب، ولا يجيد من اللغة الإنجليزية إلا كتابة اسمه مقلب من العيار الثقيل.. هكذا تبدأ مشاهدات العسافي منذ أيامه الأولى بمفارقة يستحق الوقوف معها وتدوينها .. ويتطلب تقديم هذه التجربة إلى سعوديين مبتعثين آخرين ما يزالون قادمين باتجاه نوتنغهام محملين بالكثير من الحقائب وربما بالقليل من اللغة، ليأتي هذا الإصدار بمثابة ( الدليل الإرشادي) تجاه العديد من المواقف التي أراد أن يقدمها في محطات تتكامل فيها المواقف الغريب منها بالمقلق، والمضحك منها بالمفزع، والفردي منها بالجماعي.. ليستمر القارئ عابرا في هذا الإصدار من محطة إلى أخرى، عبر ما حفل به الكتاب من مشاهد، لم ترصد لمجرد تسلية القارئ بها أو إفزاعه.. وإنما ليكون الطريق إلى نوتنغهام واضح المعالم ما أمكن، في الشارع، أو في محطات القطارات وضجيجها، أو حتى في محطات ضجيج المشاهد اليومية، وما يمر فيها من أيام يصفها المؤلف بالاستثنائية، التي تناغمت بين قطبي الزمان والمكان، لتقدم تكاملية بين ذات مغترب ورحلة ابتعاث، وبين رؤية طالب ومد من عالم مختلف.. لتظل بوصلة العسافي وأمثاله هم الوطن ونهضته قصب سبقها عمل وإرادة ترسم المستقبل بريشة الطموح.