في الأيام الأولى لجلوس الأمير نواف بن فيصل على الكرسي الأكبر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب قلت بأن الأمير الشباب سيجد على طاولته عديد الملفات «ما بين معقدة، وشائكة، ومجمدة، ومبعثرة، وأخرى أقل ما يقال عنها إنها تحتاج إلى إعادة نظر». وكنت قد حددت جملة ملفات رأيت أنها الأهم، ومنها ملف إعادة هيكلة المؤسسات الرياضية، لاسيما على مستوى قيادات الصف الأول، لما لهذا الملف تحديداً من أثر على رسم استراتيجيات العمل وعلى تنفيذه. وحيث رأينا أن قطار التطوير قد بدأ يتحرك من محطته التي تعطل فيها طويلاً، إذ لمسنا ذلك من خلال بعض الملفات التي تمت معالجتها، فإن ذلك يجعلنا نؤمل أكثر بأن يسارع القطار في الدخول في محطات أخرى غاية في الأهمية ومنها محطة اللجنة الأولمبية. فمن يتابع أداء اللجنة لا يرضيه واقعها المصاب بالفتور حد التجلط، ولعل النتائج التي ظلت تخرج بها الاتحادات الرياضية في استحقاقاتها في السنوات الأخيرة ليست العالمية، بل حتى القارية والإقليمية يدرك بأن ثمة خللاً كبيراً ينخر في جسدها، ولست بحاجة للتذكير بخيباتنا المتوالية سواء في أولمبياد بكين أو أسياد غوانزو، وما قبلها من استحقاقات وما بعدها كذلك، حتى بات حضور اتحاداتنا في كل المحافل شرفياً لا تنافسياً، وهو واقع لا يخفى على أهل تلك الألعاب الذين يقولون كلاماً في السر لا يقوون على قوله في العلن يبدأ بالميزانيات، ولا ينتهي بآلية العمل الإداري. فمخصصات الاتحادات هي أقل بكثير مما تحتاجه الحدود الدنيا من متطلبات الإعداد سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية، فضلاً عما تحتاجه متطلبات المنافسة؛ خصوصاً في الاستحقاقات العالمية، ولعل «دنيا الرياضة» قد كشفت الكثير من خبايا هذا الواقع في حواراتها من رؤساء ولاعبي بعض الاتحادات، ومنها اتحاد ألعاب القوى الذي يعد منجم الإنجازات لدينا، ورغم ذلك فإن ما هو موفر له لا يتوافق وحجم الطموحات، بل لا يرقي لمستوى ما بلغته اللعبة من عالمية، إن على مستوى الاتحاد بشكل عام أو على مستوى اللاعبين بشكل خاص. أما فيما يتعلق بآلية العمل الإداري فإن ما تقوم به أمانة اللجنة لا يرقى لقيمة الرياضة السعودية، ولا يضاهي شيئاً من تطلعات أنصارها، بل لعلي أذهب بكل ثقة للقول بأن أمانة اللجنة هي أكبر حجر عثرة في طريق تطوير الأداء الإداري والفني في اللجنة، فالدكتور راشد الحريول لم يعد يستطيع تمثل دور دينمو الحراك في مشروع التطوير، إن عطفاً على أدائه السابق، أو وفق متطلبات المرحلة، ويكفي وجود الرجل بما يمثله ثقل المنصب في الظل طوال تلك المدة التي قضاها في مناصبه. لا أود أن أعقد مقارنات لإثبات رؤيتي؛ ولكن تضطرني الأمور إلى ما ليس منه بد، فاللجنة الأولمبية القطرية التي تعيش أزهى نجاحاتها في السنوات الأخيرة إن على مستوى الفعاليات التي تقوم بها أو النتائج التي تحققها لم يكن ليتحقق لها ذلك لولا وجود الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني كأمين عام لها، وهو أمر يشهد به القاصي والداني، إذ يشكل محور نجاحات الرياضة القطرية لاسيما على صعيد الألعاب المختلفة، وهو ما يؤكد على حتمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأحياناً كثيرة في التوقيت المناسب أيضاً.. فهل أنتم فاعلون؟!.