الشاعر علي بن حمد الصفراني رحمه الله تعالى ت 1407ه هو من جيل المؤلفين السعوديين الذين دخلوا عالم التأليف والنشر في وقت مبكر اذ إنه نشر ديوانا صغيرا في حدود عام 1375ه هذا الرجل لا يكاد الناس يذكرونه في الوقت الحاضر الا من بعض اصدقائه في مكةوالطائف والرياض وعنيزة شارك الصفراني في كل مجالات الأدب الشعبي وفنونه بكل حماس وحب واحتراف ومهنية قادرة على ايصال ما يريد الى جمهرة الناس في ذاك الزمن الجميل يوم ان كانت أذواق الناس تميز الجيد والرديء من الشعر والأدب المحلي ولم يلج الساحة من لا يفقه الشعر أو يتشاعر لمجرد انه استطاع ان يصف مفردات وجملا موزونة ومقفاة ثم يقول هأنذا شاعر اسمعوا شعري لدى معاناة واسى. استمر عطاء الصفراني على مدى خمسة عقود من الزمن وفي كل مناسبة وطنية تأتي لا يفوتها بل يبادر بالمشاركة وهذه الشخصية ذات قدرة ومواهب متنوعة وطريفة فهو يمتلك المقدرة على تقليد الأصوات من حينما يسمع الصوت فهو شخصية أعمى وحاسة السمع لديه فولاذية تحفظ ولا تنسى لقد استطاع الصفراني ان يلج المجتمع رغم أنه اعمى بكل ما أوتي من وسائل وقنوات في الاختلاط بجميع الطبقات كان مرحا الى حد الفكاهة لاتخلو دائما النكتة والطرفة في سواليفه ولانه عنده مقدرة في صياغة القصص والحكايات بأسلوب ساخر، صديقه الأستاذ الباحث فايز الحربي كانت له علاقة جميلة رغم فارق السن الذي بينهما لكن الصفراني بجاذبيته وتأثيره على اصدقائه من حيث روحه الصبية جعل الفوارق زائلة ويؤكد لي الأستاذ الحربي عندما سألته عن الصفراني قائلا ان هذه الشخصية موهوبة جدا فهو يجيد المحاورة الشعرية وتقليد بعض الأصوات فضلا انه شاعر نظم وحماسي ويتقن الشعر النقازي بأسلوب ناقد وفكاهي وهو نكتي من الدرجة الأولى لا يمل مجلسه وهو الى هذا فيه من مكارم الأخلاق الشيء الذي ليس بالقليل وقد استقر بمكة فكان اصدقاؤه وأنا منهم يأتون لزيارته من اهالي عنيزة والرياض فيجدون عنده ما يسر من الاكرام والحفاوة والأنس. انتهى كلام الأستاذ فايز. رضيمان الشمري أنتج الصفراني عشرة مؤلفات وكان اخرها ما جمعه من الصحف والمجلات من أشعار وما سمعه من اصدقائه عند الفتنة التي وقعت بالحرم عام 1400ه تندد بهذا الفعل الأثيم لقد كان الصفراني يستغل كل مناسبة وطنية وتخليدها في كتاب سواء كانت نثرية أو شعرية صحيح أننا حينما نقرأ بعض مؤلفاته وندقق فيها نرى الجمع ونفقد الإبداع والابتكار والتجديد ولكن من الأنصاف ان نذكر لهذا الرجل انه حفظ نصوصا شعرية لشعراء من أهالي الطائفومكة والقصيم والرياض وسائر مناطق الوسطى والاحساء وبالذات شعر الرد ولأنه يهوى الرد فقد اختزنت ذاكرته بالكثير من شعر القلطة الحجازي وكان يتفاعل مع هؤلاء الشعراء المحاورين, ويخبرني الراوية رضيمان الشمري قائلا ان الصفراني رحمه الله صديق قديم وكنت انا والصفراني والشاعر حجاب بن نحيت شلة واحدة كأننا نفس متحدة تتسامر في الشعر والقصيد ويضيف رضيمان الشمري أن الصفراني يتميز بالصوت العذب الشجي وعنده قدرة على تلحين الابيات من أي الطرق وهذا راجع الى عشق ومهارة للشعر الشعبي كانت السلسلة التي أنتجها تحتوي على أشعار قديمة وحديثة ولم يفت الصفراني في هذه الأجزاء من ترصيع الألغاز الشعرية ورصد مكافآت مجزية ثم نشر اسماء الفائزين الثلاثة فكانت هذه الألغاز تشويقا رائعا لمؤلفاته وهي طريقة مبكرة من الصفراني رحمه الله كذلك يعتبر هو من أوائل من أذاع قصيدة شعبية في اذاعة صوت العرب بالقاهرة وكانت مناسبة القصيدة الاعتداء الثلاثي على مصر رحم الله الصفراني وعفا عنه ولعل جمعية الثقافة والفنون تعيد نشر مؤلفاته وان كانت قد خف الكثير من نشاطها من حيث النشر ودعم المؤلفين. الشاعر علي الصفراني رحمه الله