أساساً لم نكن على مستوى متماثل مع كل عالمنا العربي.. صحيح بدأنا حضارياً متأخرين بحكم ظرفنا الجغرافي وانصراف الخلافات الإسلامية عنا.. لكن ما هو صحيح أيضاً هو أننا استطعنا في زمن وجيز يقارب المائة عام أن نحقق كفاءة وصولنا إلى ما نحن فيه.. ربما تجد في خارج حدودك من يشك في ذلك.. لكن طبيعة حياة ونوعية امكانيات من يعيشون داخل حدودك هم من ينفون ذلك الشك.. إذا كان أن الملك عبدالله في قراراته التاريخية التأسيسية منذ أعوام قليلة قد أطلق مجتمعه وكفاءة بلاده نحو مواقع التأهيل الذي هو - أي المجتمع - جدير بها.. فإنه لم يكتف بوجود هذا التأسيس.. لم يكن الأمر عنده مجرد رصد أموال طائلة في الطريق إلى حضور إنمائي وتقدمي مرموق.. انتقل من رصد المشاريع المتنوعة الاختصاصات إلى مسؤولية تحريك واقع المواطن.. موظف أم عاطل.. وظيفته أساس كفاية وضمان مستقبل أم تعاقد مؤقت.. ما مستوى قدرات توظيفه؟.. كيف يمكن أن يملك السكن؟.. كيف يمكن - وهذا أساس منهجي - أن يستفيد من تميز بلاده بالقدرات من صفات تميز يختلف بها عن غيره في دول أخرى؟.. تشعر بتعدد مشاريع الانطلاق إلى الأمام.. تعدد مناحي معالجة احتياجات تنمية تقدم المواطن.. توفير احتياجاته.. أن الرجل الرائد العظيم ينطلق بمجتمعه وهو يأخذ عام الزمن فيما يجب أن يحتويه من مسافات تقدم كما لو كان عشرة أعوام، وسوف يكون لذلك العام أهمياته الحضارية التي انطلق بها عندما نرصد ماذا يمكن أن يتحقق من تميزات هائلة النتائج، لكن يفترض أن تكون طبيعية التحقيق في ظل وجود قدرات تحرك هي أيضاً طبيعة التواجد.. عندما ترصد ماذا يمكن أن يتحقق خلال ثلاثين عاماً قادمة.. عندما تتأمل نوعيات وأهميات ما هي جهات حكومية عديدة ملزمة بتنفيذه فإننا نلحظ الفوارق الكبيرة.. حالياً.. بين واقع المستويات التي تنطلق إليها وبين واقع التدني المخيف في مستويات المعيشة التي تعاني منها شعوب عربية عديدة.. مع رجل التاريخ عبدالله بن عبدالعزيز.. الأمر مرتبط بكفاءة قدراتنا في إنجاز كل ما يريده لنا..