وجدتُ أن متعهدات حفلات الغناء في الأعراس لديهن عروض تكاليف مختلفة. حتى المفردات أدخلنها على الخدمة. وعندما تُوزع الأسر بطاقات الدعوة للأفراح يأتي سؤال تقليدي من بعض المدعوات: هل فيه "أورغ"؟، على اعتبار أن الدعوة لا تناسبهم إذا كان الموضوع بالإيجاب. ويصعب على كل العائلة الاستجابة لحفلة زواج فيها موسيقى. وفي نفس الوقت يصعب على بقية أفراد العائلة ترك المعترضة أو المعترضات في المنزل والذهاب إلى الفرح. فالمسألة لم تصبح فرحا بل جاءت ببعض النكد والخلاف. والأورغ اختصار آلة للموسيقى تُسمى بالعربية الأرغول وتعتبر من الآلات الهوائية، أي يعزف عليها بواسطة النفخ بها لإصدار صوت جميل، يتم صنع هذه الآلة من قصب السكر المُجوف، وتكون قصبتان ملتصقتان واحدة بجانب الأخرى، وتكون القصبة الموجودة من اليمين مثقوبة بست (6) ثقوب للتلحين بمقام معين، وأما القصبة الأخرى فهي تُوضع من أجل استمرار اللحن وضبطه. ولو رجعنا إلى جذر الكلمة واشتقاقها وجدنا أنها جاءت من اللاتينية التي أخذتها من اليونانية organon. وعندما يسأل الناس: هل فيه "أورغ" فهم يقصدون البيانو المعروفة في هذا الاستياء أو الامتعاظ. لذا أرى خلطا لغويا أو تعريفيا. وأظن أن هذا الخلط جاء من لغة متعهدات إحياء الحفل الغنائي اللواتي يرفعن السعر إذا كان "البيانو" سيجري تزويده من قبلهن. ووجدنا أن البعض يعترض على الطبول في الأفراح إذا كان مرقوعا من الجانبين. ولا يمانعون إذا كان مكتوما من جانب واحد فقط حيث يمكن تسميته "دف" بدل "طبل". مع أن المنتج واحد. بدايات ثقافة فن الغناء العربي، ربما، كان عذرهم الندرة حيث الجلود قليلة، ويكتفي صانعو الطبول برقْع جانب واحد، يؤدي الغرض أو بعضا منه. وسُمي بالدف وأجاز استعماله السلف، وكذا فقهاء الحاضر. وأهل "السامري" لا يرون في الدفوف مؤديات لكامل الغرض. ويرون أن اكتمال السامري يأتي من حركات "الطبل" وليس "الدف".