لا شك ان علاقة الثقة والمحبة بين الحاكم والمحكوم أساس لاستقرار المجتمع ووحدته، كما ان اهتمام الحاكم بالشعب والعمل على كل ما من شأنه صيانة مصالحه ورخائه، والعمل الجاد لحل المشكلات التي تواجهه، عامل مهم لتوحيد الصف بين الحكومة والشعب، في مواجهة المتغيرات والتحديات والتغلب عليها، وكلما وعت أمة هذه الحقيقة تحقق لها الاستقرار الحقيقي والتقدم، لتكون الحكومة والشعب يداً واحدة تضرب وتقضي على أي تهديد لوحدتها الوطنية ومصالحها العليا، وفي حال اختلت تلك العلاقة يكون الاستقرار المزيف الذي يحل مكانه النزاع، مع وصول أول بوادر الأزمات، ولن تغني الروابط القوية بالخارج لتحقيق الاستقرار؛ لأن الداخل هو الأصل. إن ما يميز قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين هو العلاقة القوية المتينة بالشعب، الذي يلمس منه - حفظه الله - الاهتمام والرعاية الدائمة، فلا يخلو خطاب لخادم الحرمين الشريفين إلاّ والشعب السعودي حاضر في ثنايا الخطاب، وفي كلماته الصادقة التي تعبر بكل وضوح عن محبته لشعبه، وحرصه عليه، تلك الكلمات الصادقة يصاحبها صدق الأفعال التي تهدف بشكل مباشر إلى مصلحة الشعب وراحته، ومن ذلك الأوامر الملكية الشاملة الأخيرة التي غطت جوانب مهمة للوطن والمواطن، شملت التوظيف، واعانات للعاطلين عن العمل ودعم السعودة، وتوفير السكن ومحاربة التلاعب بالأسعار، وتوجها - حفظه الله - بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي ترتبط مباشرة بشخصه الكريم، ما يؤكد العزم الصادق والدائم على تحقيق الاصلاح في كافة المجالات، ومعالجة المشكلات والرقي بالخدمات المقدمة للشعب. ومن المؤكد ان إنشاء وتفعيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد له أهمية كبيرة تتأكد في هذا الوقت بالذات، الذي يتواكب مع أوامر خادم الحرمين الشريفين الكريمة، التي رصدت لها مليارات الريالات ما يلقي على عاتق الهيئة مسؤولية متابعة سير الجهات ذات العلاقة بالأوامر الملكية الخاصة بالسعودة، ومحاربة التلاعب بالأسعار، ومتابعة تنفيذ المشاريع، والتدقيق في ان المبالغ صرفت على النحو الصحيح، لتحقق بذلك رؤية خادم الحرمين الشريفين، وليتمكن الوطن والمواطن من قطف ثمار تلك الأوامر الخيرة. لقد راهن أبو متعب على الشعب السعودي في الحفاظ على الوحدة الوطنية بقوله: «أنتم صمام الأمان لوحدة الوطن»، وهو بإذن الله رهان رابح، فشعب كان ولايزال في مقدمة اهتمامات أبو متعب حري به مبادلته المحبة والوفاء.