حولت مجموعة من النساء البائعات إحدى الحدائق العامة شرق الرياض إلى مباسط متفرقة لبيع الملابس النسائية، وبعض المواد الغذائية، والاستهلاكية، حيث تجمع العديد من ربات المنازل في الحديقة -التي تقع على شارع جبير بن الحويرث بحي النسيم الشرقي-؛ لعرض ما لديهن من ملابس وأغراض نسائية؛ انتظاراً لإمكانية عملهن بمحلات بيع الملابس والإكسسورات النسائية، وتفعيل القرار (120) الخاص بعمل المرأة لبيع المستلزمات النسائية الداخلية، والتي تسيطر عليها العمالة الوافدة في محلات بيع الملابس النسائية في الأسواق والمجمعات التجارية. بائعة: «لاتقطعوا رزقنا..والله ما جلسنا في الشمس إلاّ لحاجة» "الرياض" زارت الحديقة وماتحويه من إمكانات خصصتها أمانة منطقة الرياض لسكان الحي، ولكن النساء لم يجدن مفر من عرض بضاعتهن في وسط الحديقة ما بين العصر والمغرب، حيث هناك العديد من السيدات اللاتي يفدن للتبضع وشراء احتياجاتهن الخاصة، وربما دفعهن ذلك خجلهن من سؤال البائع "الأجنبي" الموجود في محلات الملابس النسائية، حيث يجدن راحتهن في شرائها من العنصر النسائي، مما يستدعى الحاجة الملحة والتحرك السريع من الجهات المختصة ل"نسونة" محلات بيع الملابس الداخلية النسائية. البعض من البائعات يجدن في ذلك فرصة لتحسين دخلهن، وتوفير مبالغ مالية تساعدهن على سداد فواتير الخدمات من كهرباء وماء وهاتف، وأغراض أخرى تتقلب أسعارها بين يوم وآخر، إلى جانب مساعدة أزواجهن المتقاعدين، أو الصرف على أولادهن، وتحديداً حينما تكون البائعة أرملة وتتحمل مسؤوليات أكبر من طاقتها. البيع داخل الحديقة عند "البساطات" كما يسميها بعض أهل الحي؛ شمل كذلك "مأكولات منزلية" وبعض المكسرات والعصائر والمرطبات، حيث يحرص زوار الحديقة على الشراء منهن، والبعض يقدم ذلك دعماً لتلك الأسر، في حين وجدتها عمالة أجنبية مكاناً للتدخين والجلوس مع الأصدقاء ومضايقة العائلات التي تشمئز من تصرفات هذه العمالة غير اللائقة؛ كالخروج بملابس غير محتشمة!!. "أم محمد" ردت بقولها "وين نروح" عند سؤالها عن السبب الذي دعاها للبيع هنا، مضيفةً:"أعطني المكان المناسب اللي أقدر اشتغل فيه، وأساعد زوجي وأسرتي، ثم تعال امنعني، أو انتقد ما أقوم به، أما اللي جالس مع عياله ومرتاح، وراتبه مكفيه -اللهم لا حسد- لا يقطع رزقنا..لايقطع رزقنا، والله ما جلسنا في الشمس، وتعبنا إلاّ لحاجة، وملحة بعد"، مشيرة إلى أنها حاولت إيجاد فرصة للحصول على مبسط في أي سوق شعبي، ولكن هناك زحمة كبيرة والكل يريد العمل، مؤكدةً على أنها لا تبيع سوى الأغراض النسائية؛ لأنّ النساء -حسب رأيها- يعرفون بعضهم مثل الرجال. وفي جانب آخر من الحديقة يقول "أبو ثامر" -الذي جاء مع زوجته وأولاده-: "جئنا للتنزه وكذلك التسوق؛ فقد تركت زوجتي تأخذ ما تريد من النساء البائعات بكل راحة"، مضيفاً: لماذا لايتم تطبيق قرار بيع النساء للنساء في محلات الملابس النسائية؟. وغادرنا الحديقة، متسائلين: هل ستتحول الحدائق الأخرى إلى مباسط؟، وإلى متى سيظل قرار بيع المستلزمات النسائية مرهوناً بالرجال؟. الشجرة المكان المناسب لعرض الملابس النسائية الحاجة تستدعي دعم الجهات المختصة لنسونة محلات الملابس الداخلية النسائية عمالة سائبة تتربص وتضايق العائلات في الحديقة النساء يجدن راحتهن في الشراء من العنصر النسائي