(بمناسبة يوم الشعر العالمي) لن ينتهي دربُ الأملْ دربٌ طويلْ أبداً يطولْ ما بعد كل مسافة تبدو مسافات أُخرْ تَتَوالدُ الآفاق بالأخرى البعيدة حَبْلٌ يطول بلا انقطاع لكنما البيت القريب يكون مأوى للذئاب ويكون مسكوناً بأشباح الآماني الضائعات كتبت بحبر الهمّ والأوهام دوما في قراطيس العقول الرائبة تمشط الشعر الكثيف تعكصه ظفائرَ كالدوائر حلقة في إثر حلقة تتلاقح الحلقات تحبل ثم تنجب في سلاسل ما تكاثر فوق هامات لها في الكون ميدان فسيح ليس في المقدور يوماً أن تمانعَ أو تراوغ لابد مما ليس من بدّ له حتى ولوسال الحجر تمركأتْ ترتاح تردف جسمها بالكوعِ حفّ .. تقرحت أطرافه .. من عادة التكويعة الممتدة المتلاحقة أطرافه جَفَّتْ فما عادت تحسّ بما يَحْتَكّ فيها أوْ يلامِس بعضها فتبلَّدت وتجلَّدتْ مَعَها أمانيْها التي كانت مجنِّحة فهَاضَ بها الجناحُ تلكأتْ لكنها لما تَزَلْ تِحْوي البذور.. تحقن صدرها بلهاث مسْلولٍ خَبَتْ في عيْنه صور الحياة المشرئبةِ تحت ظل السطوة الأولى على كفّ تسلق رعشة الأطراف منه تكهربت لمساته بعد التشابك في هموم المزريات من التخوم .. سنة مضت سنة تجيء بحملها لا شيء يقهرها سوى حبلِ الزمن والراَّعي المزْهو يحدو في القطيع (بِنَايِهِ) من فوق ناقته يصيح مردداً أشعارَ من سبقوه تسْليةً على طول الطريق.. يقُودُه فَحَلٌ يُدَنْدِنُ في قِلادته الجَرسْ .. كلّ القطيع يسير مقتفياً لقائده طَروْباً بالرَّنينْ في أسفل الوادي وفي سفح الجبل .. كلأ وعشْبٌ .. والماء شَحّ .. فما هنالك غير أسْراب السَّراب ويمعن في المسير ! لا ماء في الصحراء لكنّ الأملْ يحدو إلى غذِّ المسير عسى .. لعل ، تشابكت (الصبر زين).. مخْرازٌ يَثْقُبُ في الجمَاجمِ .. يَسْكُنُ كل مساحة قد هدَّها طول الطريق ويكون منعطف الأملْ .. تجتاحه الذكرى/ البابُ موصُودٌ وتَطْرُقُهُ الرِّياحْ .. (سأمٌ ومصباح رديء الضوء والآهات تزأرْ وحطامُ جسم ناحل فوق الأريكة قد تكسّرْ يا أنتِ يادنياه رفقاً لاتسوميه بأكثرْ هو شاعرٌ تخِذ اليراع لرأيه قال الحقيقه غير منكرْ) مهلاً فما عادت عيون الْبُوم تُوْمضُ في الظلام ! صار النّيون يحثُّها نحو السُّرى ويمدّها بالنَّسغ تَوْجيهاً إلى الدّرب الْ ...يُريدْ/ باءتْ مساءاتٌ لها وَقْعٌ تَقادَمَ فانْحَنَتْ تحْثو تُراب الذَّكريات على جدائلها تُعَفِّرُ ماتبقّى من إطارات بها صورٌ لها تُوْميء لما كان يوماً صورة رَفَّتْ حواليها أفانين العيون هاتِي يَدَيْك ِ .. ترَجَّلي من فوق هَوْدَجكِ المرصَّع بالْمَنَاقِبِ والْمَناَقِلِ والْمَكَاثِلِ من حِيَاكَةِ أمْهَر الصُّناع في سوق الهوى إني مكثْتُ بباب بيْتك - قالها- دهراً .. وها أنتِ بباب البيت عِندْي يالها من صورة جاءت وحلَّت في إطار الأمْسِ تمحو صورةً كانت لها، فتَرسَّخَت صُورٌ على صورٍ.. في صورة راهِنِ الأيامِ كانت تسْتحيلُ على المثول / مثلت وألقت بالتحايا من جديدٍ قَدْ تَجَدّدَ راسماً في أُفقه .. ماكان مأمولًا.. تأمّل ذاته فَتَجَسَّد المأمولُ في حوْض الموالي , صورة كانت وراحَتْ ، ثم عادت في ازْدهار أبهر الطُّرق المضاءة بالنيون , فكان يمكث حولها لا شيء يمكن أن يكون .. من المحال حتى المحال / فتَفْتحُ الصفحاتِ تقرأ تارة... وتكْتُبُ من جَدِيْدٍ حالة أخرى يجيء بنسغها معنى الحياة .