ضم العدد الأخير من مجلة الفيصل الثقافية (عدد 417 - 418، الربيعان 1432ه/ فبراير - مارس 2011م) موضوعات فكرية وثقافية وأدبية وتراثية متعددة، فقد أعدت هيئة التحرير استطلاعاً بعنوان: (حمام أبو لوزة.. تحفة معمارية صامدة)، ويعد حمام أبو لوزة من النماذج المعمارية التراثية التي تميزت بها المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويقع في قرية البحاري بالقطيف، وهو يبرز روائع الإبداع المعماري الفني المحلي، والبناء التقليدي وعُرف الحمام بحمام أبو لوزة نسبة إلى ثمرة اللوزة، وهي من أنواع الفاكهة المحلية الاي تكثر في المنطقة. وتناول يحيى بولحية قصة صايغو تاكاموري المعروف بالساموراي الأخير، الذي تناوله فيلم بالاسم نفسه أخرجه عام 2003م المخرج الأمريكي إدوارد زويك، وكتب قصته جون لوغان، وقام ببطولته توم كروز، واستند السيناريو فيه إلى وقائع سياسية. وقد أقدم تاكاموري على الانتحار، لأنه أراد أن يدخل في ذاكرة الوطن والمواطنين في اليابان، وقد فعل. وأثار عبدالمجيد إبراهيم قضية الطفولة في هذا العصر، وكتب تحت عنوان: (قضية الطفولة: نظرة جديدة). وكتب الفنان علي عبدالله مرزوق عن (فنون نايل ملا)، الذي تجمع أعماله بين أصالة التراث وعصرانية التقنيات الحديثة، وهو أول من نادى بالمشاركة بالأعمال المفاهيمية محلياً. اشتمل العدد على حوار مهم مع أستاذ العلوم السياسية الأمريكي جريجوري جور بعنوان: (الديمقراطية ليست الحل)، أجراه الزميل حسين حسن حسين. وذكر جريجوري في إفاداته أن ثمة تناقضاً يكتنف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بين الاحتفاظ بعلاقات خاصة مع إسرائيل والمحافظة على مصالحها الخاصة، وأوضح أن الشدّ والجذب بين أمريكا وإسرائيل ليس تمثيلاً، إنما هنالك توتر حقيقي، كما أشار إلى اهتمام أمريكا باستقرار المنطقة، بعض النظر عن ديمقراطية الأنظمة أو عدم ديمقراطيتها. وتناول كناشة التراث في هذا العدد: (أبو نواس)، و(براعة البخاري)، و(الحسن بن علي بن أبي سالم المعمر بن عبدالملك بن ناهوج)، و(الآنسة مي وهي تتحدث عن نكبتها وتقول إنها ضحية مؤامرة دبّرت في مصر). واشتمل العدد على مجموعة متنوعة من الأخبار الثقافية، أبرزها رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المؤتمر الثاني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد. وتصدرت قضية الشركات الأمنية العسكرية الخاصة غلاف العدد بعنوان: (مرتزقة في خدمة الحكومات)، وهي تفتح بهذا الموضوع ملف الشركات العسكرية الأمنية الخاصة التي هي تطور حديث لمؤسسات المرتزقة التي ظهرت عبر مراحل التاريخ، ويطلق على هذه الشركات أسماء: شركات عسكرية أمنية خاصة، أو شركات الحماية الأمنية، أو المتعاقديون، أو المقاولون الأمنيون، وغيرها. وتضم هذه الشركات مرتزقة من جميع أنحاء العالم تم توظيفهم في تلك الشركات لتأدية مهام قتالية، أو حربية، أو تجسسية، أو لوجستية، وغيرها من مهام. وتناول زبير سلطان حميد قدوري في موضوعه دور الشركات الأمنية الخاصة، التي استطاعت بعد تصاعد الحرب في العراق أن تستقطب عدداً من القادة الكبار في الجيش الأمريكي ممن يحملون رتبة جنرال إدارة العمليات الحربية في العراق، كما تناول نبذة تاريخية من هؤلاء المرتزقة. وعرّف الكاتب المرتزقة، وأنها مهنة موغلة في القدم منذ عهد الفراعنة الذين جندوا في حروبهم مرتزقة، مثل الفرعون رمسيس الثاني، إلى أن وصل الأمر في العصر الحديث إلى أن تؤجر الشركات مرتزقتها للحكام، والأشخاص الرسميين، وأصحاب الشركات والبنوك. وضم العدد موضوعات إبداعية، مثل: قصيدة لعبدالمجيد محمد التركي بعنوان (احتضار البخور)، وقصة بعنوان (الجد الأكبر) لخيرية السقاف، إضافة إلى قصة أخرى لنايل فيكتور بعنوان (وجه على الشاشة)، ترجمتها فاتن عبدالرزاق مسعود، ويشمل العدد أيضاً رسائل القراء والمسابقة. وفي الخاتمة، تناول نزار محمد الناصر مشكلات برد الشتاء وقصور الدورة الدموية بسبب برودة الجو والتعرض للانفعال، كما تناول وسائل الوقاية والعلاج وعدداً من الارشادات والنصائح.