لم يخيب مهاجم النصر المبدع سعد الحارثي ظنّ مدرب فريقه الصربي دراغان الذي أشركه في مباراة النصر مع الاستقلال الإيراني في الرياض في الجولة الثانية لدور المجموعات لدوري أبطال آسيا؛ إذ حرَّك الحارثي المقدمة النصراوية حينما سجل هدف فريقه الثاني، وهو هدف الفوز بطريقة جميلة، أرسل كرة ملفوفة نحو الزاوية لحارس مرمى الاستقلال، الذي لم يستطع فعل شيء تجاهها لكون الحارثي نفذها بطريقة دقيقة تجاوزت الحائط البشري ومن بعدهم الحارس. عاد مهاجم النصر ولاعبه الأول جماهيريا إلى الساحة التي كان يحتلها سابقا حينما كانت الأيدي النصراوية جميعها تصفق وتهتف له، احتاج الحارثي إلى ذلك الهدف ليقدم نفسه من جديد إلى النصراويين كافة، وهو الذي عانى من الإصابة طويلا، وبسببها انخفض مستواه بعد العودة، ولم يستطع إقناع المدربين الذين تعاقبوا على (الأصفر) بالبقاء ركيزة أساسية في الفريق، كان يعاني وزادت معناته بعد أن ظل يتعرض لنقد حاد من قبل بعض جمهور النصر الذين طلبوا إبعاده عن التشكيل، بل حدثت مبالغات حينما ظهرت قلة تطالب بتنسيقه من الكشوفات. صبر الذابح طويلا، ورضي أن يكون في المدرج تارة، واحتياطا لمهاجمين صاعدين كريان بلال تارة، وما زاد طينته بلة استقطاب النصر لمهاجم القادسية محمد السهلاوي، وهو الذي كاد أن يحرق ما تبقى من ورقته. ظل سعد متمسكا بالهدوء الذي اعتدنا أن نراه عليه، فصبر وقاتل لاستعادة مستواه، لم يلتفت للأصوات التي جرحت فيه، حاول ولم يستسلم، وها هو يستعد لأن يعود اللاعب الأول في قلب خارطة النصر، وفي قلوب الجماهير التي أحبته كثيرا.