يواجه مهاجم النصر سعد الحارثي موقفاً صعباً وهو يحاول استعادة بريقه المفقود وهو يقود هجوم فريقه، إذ أن غيابه عن مستواه وعن إحراز الأهداف يضاعف أزمته التي بدأت تتضخم هذا الموسم، لاسيما بعد عودته من الإصابة. ولعل ما يزيد من صعوبة الموقف لدى النجم الجماهيري الأول في الفريق النصراوي، أنه لم يعد الخيار الأول في خط الهجوم للمدرب داسيلفا لاسيما بعد الحضور اللافت والأهداف الحاسمة للمهاجم محمد السهلاوي الذي حاز العلامة الكاملة منذ اللحظة الأولى لدخوله النادي قادماً له من القادسية، حيث بات هداف الفريق ومنقذه على الدوام، في وقت لم يحرز فيه الحارثي خلال مباريات الفريق في الدوري سوى هدفين، وهو ما جعل السهلاوي يزاحمه على نجومية الفريق التي ظلت حكراً عليه لسنوات خلت، بل أن البعض صار يطالب بإعطاء الفرصة للمهاجم ريان بلال على حسابه. وتبلغ الأزمة حدها عند "الذابح" أو "راؤول العرب" كما تصفه جماهير "الشمس" وتتغنى به على الدوام وهو يرى لاعبين آخرين يقتسمون معه كعكة الجماهير التي ظلت ولسنوات حكراً عليه، حينما لم يكن ينازعه احد على النجومية في الفريق الذي عانى طوال عقد كامل من غياب اللاعبين من (فصيلة النجوم)، فإلى جانب السهلاوي فإن حسين عبدالغني استطاع ومنذ اليوم الأول له في النادي ان يسحب بعض البساط من تحت أقدام الحارثي، وشاطره في ذلك لاعبون شبان آخرون كإبراهيم غالب واحمد عباس وحتى خالد الزيلعي، ما جعله في موقف لا يحسد عليه فهو إلى جانب رغبته في استعادة مستواه، فهو يسعى الى استرجاع جماهيرته التي بدأت تأفل، ولم تكون هذه إلا بتلك. ولن يكون بمقدور الحارثي تحقيق الاثنتين، استعادة المستوى والنجومية معاً، إلا حينما ينعتق من عقدة النجم الأوحد، فحينما يعي بأن النصر يعيش في الوقت الراهن عملية تغيير جلد، بإحلال لاعبين آخرين أكثر نجومية ومهارة من اللاعبين السابقين المجايلين له، فإن ذلك يعني أن النصر لن يبق راكناً لتلك المرحلة التي كانت النجومية فيها حكراً على لاعب واحد، وأن الفريق الحقيقي هو من تتعدد فيه النجوم، حتى لتشمل كل الفريق، لا من تكون فيه النجومية حكراً على لاعب أو حتى بضع لاعبين. وإذا ما تنبه الحارثي لهذه الحقيقة، فإن سيكون قادراً على اكتشاف نفسه من جديد، ليعود ذلك اللاعب الذي لطالما انتشت بأهدافه ومهارته جماهير النصر، وسيساعده على ذلك وجود لاعبين مميزين قادرين على خدمته كمهاجم، لا كمثل المرحلة السابقة التي تصحرت فيها الأرض النصراوية حتى خلت من المواهب، ما انعكس على الأمور الفنية كلها، بما فيه إبراز موهبة الحارثي بالشكل الذي كان ينبغي ان تكون عليه، لو اتيح له ما أتيح لمهاجمي الأندية الأخرى.