لا يخفى على الجميع مساهمات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتوثيق وتثبيت المبادئ الدينية والوطنية ومحاولته تأكيد اللحمة الوطنية والتمازج بين التنوع الثقافي والفكري. وقد تحدثت الأستاذة فاطمة بنت عثمان القاضي مساعدة مدير التربية والتعليم للشئون التعليمية بعنيزة (سابقًا) حول تلاحم الشعب مع القيادة فقالت: لقد تلمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عهده الميمون حاجات شعبه وسعى في تلبيتها، ولقد ارتفع سقف الحرية واتسع ليعبر أفراد المجتمع عن رأيه، وما أدل على ذلك من توجيهاته حفظه الله بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي ترجم رؤيته الثاقبة وحكمته البالغة التي أفرزها سداد رأيه وسعة أفقه في مرحلة لا تؤمن إلا بالحوار كأسلوب حضاري لعرض مطالب المواطن، فكان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني محققًا لهذه الرؤية ومجسدًا لهذه الحكمة، وكانت مخرجاته نواة لوضع إستراتيجية كبيرة تنطلق بخطوات سريعة، أعلن عنها ملك الإنسانية لمحاربة الفساد وتوفير حياة كريمة للمواطن السعودي. هند القرزعي: الاحتكام إلى الحوار يعكس إحساسًا عاليًا بالمسؤولية الوطنية وأضافت قائلة: إن دولة تستمد دستورها من الكتاب والسنة ويرتفع صوت الحق في مآذنها المنتشرة بصورة لا نراها في دولة أخرى، يؤكد المشهد الأساسي فيها التفاف الشعب حول مليكه والتلاحم بين القيادة والمواطن وإن كانت بلاد الحرمين مستهدفة من أعداء ديننا فإن ذلك لن يزيدها إلا قوة وترابطاً وأمناً واستقرارًا وإن اختلفت الاتجاهات أو الثقافات في نسيج المجتمع السعودي، وإن اختلفت الثقافات المعبرة على البعد الفكري والثقافي للمجتمع السعودي فإنها تلتقي في ولائها للمليك وفي قوة انتمائها للوطن الذي يحتضن المشاعر المقدسة التي تضع القيادة خدمتها والمحافظة عليها في مقدمة أولوياتها. كما أدلت الأستاذة هند القرزعي رئيسة قسم نشاط الطالبات بتعليم عنيزة دلوها بهذا الشأن حيث تحدثت قائلة: يختلف الأفراد وتتباين انفعالاتهم وتختلف وتتداخل ثقافاتهم التعليمية منها أو الدينية أو العرقية والاختلاف بين البشر حقيقة فطرية وقضاء إلهي أزلي مرتبط بالابتلاء والتكليف الذي تقوم عليه خلافة الإنسان في الأرض ما يعني أننا معرضون للوقوع في فخ الافتراضات الخاطئة، ولكن ما لمسناه والحمد لله من أفراد شعبنا المسلم والمتماسك ما يعكس التلاحم بين أفراده وقيادته التي رحبت ودعت إلى ضرورة تطبيق الحوار بين كافة أفراد المجتمع واضعين نصب أعينهم أمن واستقرار ووحدة هذه البلاد والوصول إلى أكبر قدر من تطابق وجهات النظر، بعيدًا عن الخصومة وتشتت السبل وبشكل يعكس الواقع الحضاري والثقافي. فاطمة آل تيسان: لقاءات الحوار ساهمت كثيرا في تعميق الانتماء وحب الوطن بعيداً عما تخلقه الاختلافات وأردفت قائلة.. جميعنا من دون شك حريصون على استقرار بلادنا وهو مطلب كل فرد سعودي ونحتاج إليه بشكل أساسي لبناء بيئة مستقرة ولهذا فإن الاحتكام إلى الحوار والتخلي عن أي مظهر من مظاهر إثارة الاضطراب يعكسان إحساسًا عاليًا بالمسؤولية الوطنية وإعلاء لقيمة المصلحة العليا للوطن ووضعها فوق المصالح الضيقة أو الفئوية كلها، وقد قامت حكومتنا بكثير من الخطوات التي تثبت الجدية في التفاعل والتجاوب مع المطالب المطروحة في الشارع، وكمسلمين حيث اعتبر الإسلام قاعدته الأساسية في الدعوة هي الحوار فقد سعت قيادتنا إلى علاج أمر الخلاف بالحكمة وعدم إتاحة الفرصة للجدل المفضي إلى زعزعة أمن هذه البلاد لتحقيق المصلحة العامة وللمحافظة على الوحدة الوطنية، وقد ضرب كافة أفراد المجتمع السعودي أروع مثال لشعب يقف خلف قيادته الحكيمة فناصرها وأثبت عشقه الغريزي الذي لا يوازيه عشق لهذه الأرض الطيبة. لا يخفى على الجميع مساهمات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتوثيق وتثبيت المبادئ الدينية والوطنية ومحاولته تأكيد اللحمة الوطنية، لتمازج بين التنوع الثقافي والفكري والمذهبي. حول الموضوع استطلعنا آراء بعض المثقفات من منطقة نجران فقالت فاطمة آل تيسان رئيسة اللجنة النسائية بأدبي نجران الإستراتيجية كانت واضحة منذ البداية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني التي لم تخرج عن هدف توحيد الصف وتقريب وجهات النظر وفق مبادئ وثوابت الدين الإسلامي التي تدعونا إلى نبذ الخلاف والتعايش السلمي والتسليم بوجود التنوع المذهبي والفكري والعمل على كيفية الاستفادة من هذا التنوع بما يخدم الوطن ويخلق تجانس بين أطيافه. ولا خلاف أن لقاءات الحور طرحت مواضيع قويه وجادة ونستطيع أن نقول إنها ساهمت كثيرا في تعميق الانتماء وحب الوطن بعيدا عن ما تخلقه الاختلافات لكنه اقتصر إلى حد ما على النخب الفكرية التي عادة ما تكون المناقشة لهذه المواضيع بينما هناك شرائح اجتماعيه أخرى قد تكون لمواطنين عاديين آو آخرين لديهم إيديولوجيا خاصة هي من تتحكم في نسبة قبولهم أو رفضهم للفكر المضاد وهم مازالوا يرفضون أو يتحفظون على ما يطرح. وأضافت ال تيسان: لمركز الحوار الوطني جهود جبارة وهو بادرة مضيئة لكن لابد لمنهجيته في معالجة مشاكلنا أن تغير في المسار قليلا لتشرك المواطن البسيط في حيه وسوقه وحتى مزرعته وبين أطفاله لأنه وغيره هم من يمارسون فعليا فكرة التعايش مع غيرهم من جنسيات وأطياف داخلية أو خارجية. بينما ترى الدكتورة نورة المهباد وكيلة الدراسات العليا بجامعة نجران، وأستاذ مشارك بقسم الكيمياء بكلية العلوم: للحوار الوطني جهود لا ننكرها ولكن إلى الآن لم يحدث التمازج الثقافي والمذهبي والفكري الذي نطمح إليه، وبالنظر للواقع الفعلي نجد أن تأثير الحوار الوطني مازال مستمراً ويحتاج إلى المزيد من الدعم، والخطوة الأولى كانت انطلاق ملتقيات الحوار الوطني والخطوات الفعلية هو تثبيت المبادئ الدينية والوطنية على ارض الواقع، فلابد من إحداث حوار بين شخصيات قيادية ومؤثرة وأن يكون لها نظرة متنوعة ومتقبلة لوجهات النظر والرأي الآخر. وتضيف آل مهباد: فالاختيار الخاطئ للأشخاص هو الذي أدى إلى الضعف الحوار أو تقبله، فغالبية الأشخاص المشاركين بالحوار ذوي فكر محدود وبالتالي لا يستطيعون فهم الرأي الآخر وفي الحوارات السابقة كان النقاش وتجاذب الآراء بين رموز ثقافية لا تستطيع التوائم مع عصرنا المتغير، لذلك على مركز الملك عبدالعزيز مستقبلاً انتقاء شخصيات جديدة للمشاركين تستطيع أن تبني لحمة وطنية أكثر تماسكاً تتقبل الآراء والمتغيرات بروح متجددة. الناقدة الدكتورة لمياء باعشن أوضحت أن الحوار الوطني يسعى في سد الفجوة بين الأفكار المختلفة والسعي في قبول الرأي الآخر واحترام مبادئ الآخرين والتعامل بالحسنى وضد العنصرية والقبلية وإن اختلفت وجهات النظر فيما بينهم. وقالت اعتقد أن الحوار الوطني استطاع جمع أنماط مختلفة من الناس لسماع آرائهم وساهم في تأثيث الرؤى المتعلقة بحب الوطن والوطنية. وترى الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر.. أن مركز الحوار الوطني استطاع جمع اتجاهات وطوائف متعددة ومختلفة على طاولة واحدة وهنالك عدد كبير من الشخصيات قبل هذا المشروع الوطني لم يقبلوا الجلوس في مكان واحد، وهذا المشروع الحواري استطاع أن يؤسس مبدأ للحوار الذي كنا نفتقده بشكل كبير. وأضافت إنني لا أريد أن أحمل مركز الحوار الوطني أحلاما وطموحات يفترض من المجتمع ومؤسساته أن تقوم بها.. فهو يقوم بفتح ملفات بالغة الأهمية ويخرج التوصيات ويحتاج من مؤسسات المجتمع والصحافة والإعلام أن يتناولوا هذه الملفات ويعمقوها أكثر من خلال التحليلات الصحفية من أجل انتشار الوعي بشكل أكبر داخل كيان المجتمع. وقالت أعتقد أن هناك إخفاقا من محاولة مواكبة مثل هذا المشروع صحفيا فالإعلام لم يطور أداؤه حدود صناعة وتغطية الأخبار. وأضافت إن المشروع السابق الذي ناقشه الحوار الوطني حول القبيلة والطائفية والتصنيفات الفكرية والذي نوقش قبل بضعة أشهر في مدينة جدة لم أجد العناية الإعلامية والصحفية الكافية التي تواكب هذا الملف البالغ الأهمية داخل المجتمع السعودي. وذكرت إن ما أتمناها أن يعكس هذا المشروع الوطني ثمرته في الشارع لا أن يبقي تحت مظلة النخبة فقط من اجل أن تستفيد مؤسسات المجتمع الحكومية والقطاع الخاص من هذا المشروع للمساواة والعدالة بين كل المشاركين في كل موضوع. لقد استطاع مركز الحوار الوطني أن يجمع هذه الأطياف المختلفة من الشارع السعودي متجاورين الشيعي بجانب السلفي بجانب الليبرالي بجانب الصوفي وجميعهم داخل ميزان عدالة واحدة فوق هذه الطاولة. وأوضحت أن هذه العدالة الاجتماعية التي يقوم بها المركز بين المتحاورين في الخطاب الفكري وهم نخب فكرية أن يتم تأصيلها وتأثيثها باستفادة مؤسسات المجتمع الحكومية والوزارات والقطاع الخاص من هذا المشروع ويؤثثوا هم أيضا لهذا الحوار العادل لجميع المنتسبين لهذه المؤسسات حتى لايظل الحوار الوطني مجرد مظلة لسقف الحوار الوطني ولا يؤتي ثماره في المجتمع فهذه مشكلة نتمنى إلا تحدث.