تأتي الخبرة من الممارسة الفعلية، والممارسة لا بد أن تبدأ من نقطة معينة، وإذا لم يجد الإنسان من يعطيه فرصة البداية فمن الأفضل له ألا ينتظر، وأن يبدأ هو نفسه بإيجاد الفرص والبحث عن نقطة البداية التي سيدخل منها إلى عالم الخبرات والتجارب. وفي تاريخنا الوظيفي كان الشاب يعتقد أن نقطة البداية هي الوظيفة الحكومية وربما كانت الفرص محدودة خلال بدايات مسيرة التنمية، ولهذا كان الشاب يطرق باب الوظيفة الحكومية أمام معايير مرنة في الاختيار وكشف المهارات لمقابلة الوصف الوظيفي الذي لم يكن له دور مؤثر، وفي كثير من الحالات لم يكن له وجود. الآن يجد الشاب نفسه أمام فرص متعددة، سواء أراد أن يبدأ عملاً خاصاً به أو يدخل عالم الوظائف، لكن المعارف والمهارات المطلوبة تغيرت وشروط التوظيف أصبحت أصعب، وهذا أحد الأسباب التي تحفز الشباب على دخول عالم الأعمال والنجاح فيه، وهو نجاح يعتمد على الرغبة، والإرادة، ووضوح الرؤية، والبحث عن التغيير، وليس المبررات والمعوقات. تلك مقدمة أردت بها الدخول إلى كتاب بعنوان: "WAKE UP AND CHANGE YOUR LIFF" للمؤلف DUNCAN BANNATYNE، والكتاب من عنوانه «استيقظ وغير حياتك» كتاب إيجابي يشجع الشباب على اقتحام عالم الأعمال وبدء المشاريع الصغيرة، وعدم الاستسلام للمعوقات، وهو كتاب حافل بقصص النجاح التي تقدم أمثلة عن الإرادة والتصميم على النجاح، والتغلب على المعوقات. من تلك المعوقات التي يتطرق لها مؤلف الكتاب ويظن البعض أنها تعيق بداياتهم قولهم: - لا أملك الوقت. - لا أملك رأس المال. - الأمن الوظيفي. - التخلي عن المركز الوظيفي. - عدم توفر دعم العائلة. - عدم توفر الخبرة. - عدم توفر المؤهلات والقدرات. أما مبرر الوقت فيعلق عليه المؤلف بقوله: «عندما يقول لي الناس إنهم لا يملكون الوقت أسألهم السؤال: ماذا شاهدتم ليلة البارحة في التلفزيون، فيقدمون لي قائمة بالبرامج، لذا أقترح عليهم أن أبسط طريقة للحصول على مزيد من الوقت هو التخلص من التلفزيون. أما عن مبرر عدم توفر الخبرة فيقول إنه هو نفسه لم يكن يملك الخبرة وأن على الإنسان أن يبدأ الخطوة الأولى حيث إن الطريقة الوحيدة للتعلم في مجال الأعمال هي الدخول في هذا المجال، ومهما قرأ الإنسان من كتب حول هذا الوضوع فإنه لن يتعرف على هذا العالم إلا بعد الممارسة الفعلية. نقطة البداية تتطلب من الشاب الذي لديه فكرة عمل تجاري أن يراجع هذه الأسئلة التي اقترحها مؤلف الكتاب المشار إليه. - هل أنت متحمس لهذه الفكرة إلى درجة الثقة بأنها ستغير حياتك؟ - هل سيكون لها جدوى اقتصادية؟ وهل أنت مقتنع بأنها ستوفر لك دخلاً محترماً؟ - هل ستحقق الفكرة أحلامك، وتجعلك سعيداً؟ - بماذا تشعر عندما تفكر فيها، هل تعتقد أنها هي الفكرة المناسبة التي تحرك عقلك وعاطفتك؟ أما السؤال الأخير الذي يهديه كاتب هذه السطور فهو: هل تعرف نفسك؟