سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعية «نقاء» ترصد وفيات وإصابات بسبب حوادث حرائق التدخين في المملكة خلال 10 سنوات الصبي ل"الرياض": الخسائر بسبب التبغ تتفاقم في ظل غياب الأنظمة والتشريعات
كشفت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" بأن حوادث الحريق التي حدثت بسبب التدخين مباشرة في المملكة خلال العشر سنوات الماضية بلغت 24347 حادث حريق نتج عنها 184 حالة إصابة ووفاة؛ إذ بلغت الاصابات 159 اصابة بينما بلغت الوفيات 25 وفاة فيما بلغت الخسائر المادية المباشرة نحو 17 مليون ريال . وأكدت الجمعية بأنها تحصلت على إحصائية دقيقة عن تلك الحوادث من الإدارة العامة للدفاع المدني شملت الفترة من ( 1421وحتى 1430ه).ووفقا للاحصائيات فقد تصدرت المنطقة الشرقية المناطق الأكثر تضررا من حوادث الحريق الناجمة عن التدخين اذ بلغ عدد الحوادث فيها 6230 حادث حريق نتج عنها 6 وفيات و31 إصابة بينما بلغت الخسائر المادية المباشرة 4,96 ملايين ريال تلتها الرياض ب"3325" حادث حريق خلال نفس الفترة نتج عنها 25 اصابة فيما بغت الخسائر المباشرة2,61 مليون ريال . فيما جاءت منطقة حائل في آخر قائمة المناطق الاكثر تضررا اذ بلغ عدد الحوادث فيها 162 حادث حريق لم ينتج عنها أي اصابة او حالة وفاة ثم منطقة الحدود الشمالية ب 131 حادثاً، نتجت عنها اصابتان. وفي تعليقه على الاحصائية أبدى امين عام "نقاء" الاستاذ سليمان الصبي أسفه على هذه الارقام التي وصفها بالمهولة مبينا انها ربما تمثل النزر اليسير بالنسبة لاضرار التدخين مجتمعة وخصوصا ماينفق على علاج المرضى الذين كان التدخين سببا رئيسيا ومباشرا في مرضهم مشيرا إلى أن حجم انفاق المملكة السنوي على هؤلاء المرضى، ووفقا لوزارة الصحة يبلغ 5 مليارات ريال مبينا ان عدم مبالاة الكثير من المدخنين ورميهم للسيجارة دون التأكد من اطفائها زاد الطين بلة خصوصا صغار المدخنين وقال : ماذنب الذين تعرضوا للموت والاصابات بسبب تلك الحرائق محذرا في ذات الوقت من تفشي ظاهرة بيع الدخان للقصر والاطفال والتي وصفها بأنها تعد تجاوزا كبيرا لحدود الاعراف الاجتماعية الحسنة التي ترعرع عليها المجتمع السعودي داعيا إلى صدور نظام مكافحة التدخين الذي تمنى أن يشتمل على العديد من الضوابط والعقوبات ومن ذلك معاقبة الباعة الذين يبيعون الدخان لمن هم دون ال 18 عاما وأضاف: كلما تظهر احصائية جديدة عن أضرار التدخين يزداد ألم المكافحين وحسرتهم على غياب النظام الذي يمكن أن يحصر بشكل كبير الاضرار التي تتحملها المملكة نتيجة انتشار هذه الآفة. وتمنى الصبي بأن تحصر كل الجهات المعنية بالقضية الاضرار التي تحدث بسبب آفة التدخين في جميع النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها للوقوف على الضرر الحقيقي وشدد الصبي قائلا ان ما ظلت تتحمله المملكة من انعكاسات واضرار لآفة التبغ يتطلب المزيد من الجهود والعمل على تحجيمه وحصر ما يحدثه من أضرار والتي تتمثل في جوانب عدة منها حجم الإنفاق على علاج مرضى التدخين ، حوادث الحريق ، إضافة الى وارداته التي تقدر سنويا بقرابة الملياري ريال غير الكميات المهربة، وهناك ماينفق على برامج المكافحة والتوعية إضافة الى الخسائر الاخرى المباشرة وغير المباشرة والأكبر من ذلك هو حجم الخسائر البشرية التي قد تزيد في ظل زيادة عدد الداخلين من المراهقين في عالم التدخين في ظل غياب البرامج التوعوية المتكاملة وضعفها وعدم وجود خطط إستراتيجية موحدة تضطلع بها الجهات المعنية بالشباب مثل وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية، فالأمر مفزع وخصوصا مايتعلق بإقبال المراهقين والأحداث على تعاطي التدخين مما سينتج عنه إنفلات أخلاقي يمهد الطريق الى مشكلات اجتماعية اكثر تعقيدا ومن ذلك التوجه الى تعاطي المخدرات حيث تشير الدراسات التي اعدتها "نقاء" التدخين في فترة سابقة أن اكثر من 90% من متعاطي المخدرات تعاطوا قبلها التدخين الذي مهد لهم الطريق إليها وبالإشارة الى كل ذلك، فإن قضية التدخين تعتبر من القضايا ذات التأثيرات السلبية المتعددة والتعامل معها يحتاج لخطط وإستراتيجيات أكثر بكثير من المتاحة الآن .