هل الأندية السعودية وإداراتها تغار من بعض اعضاء الشرف وتخاف من خطفهم للأضواء عندما يدلفون الى الوسط الرياضي ويعلنون اقترابهم من الرؤساء وأحاديث المجالس والإعلام حولهم؟، ما يدور من همس غير معلن يؤكد ان الكثير من الإدارات تغار من الشرفي المؤثر ولكنها في الوقت ذاته تريد ان يكون فقط "مكينة للصرف" دون ان يكون له دور في معرفة أوضاع النادي الإدارية والمالية، لا تريد منه ان يسألها عن كيف تنفق أمواله التي قدمها كدعم منه؟ في جلب لاعبين ام مدربين، ام تجديد عقود اللاعبين المحليين أو بناء مرافق تخدم النادي كالصالات والعيادات الطبية والمراكز الإعلامية وغيرها؟، اذا سأل أو حاول معرفة هذا الشيء فهو في عرف هذه الإدارات يريد التدخل وفرض رأيه حتى لو كان داعما مؤثرا ورجلا عرف بحبه للنادي، والمشكلة ان الكثير من ادارات الأندية لا تستغني عن دعم الشرفي بدليل الاستغاثات المتكررة والشكاوى من الأزمات المادية التي تصل حد الإفلاس ولكنها لا تريد ان يدور هذا الشرفي حول الحمى ونعني بذلك الواجهة والمشاركة عبر الإعلام بالتصريح وقول رأيه، والأدهى انها غير قادرة على ضبط موارد النادي وتنميتها بدليل الهدر المالي الكبير والأرقام الخالية التي لو صرفت بصورتها الصحيحة لخدمت النادي وجنبته الكثير من الأزمات، مع العلم بان هناك شرفيين جاؤوا الى الأندية ليس بحثا عن الأضواء بالدرجة الاولى انما يريدون الاسهام في خدمة المجال الرياضي وحفظ جزء من حقوقهم الأدبية والمعنوية وإبراز دورهم في دعم هذا القطاع، ومن هؤلاء الامير محمد بن عبدالله الذي ابتعد بعض الوقت عن النصر على الرغم من دعمه الكبير وحله للكثير من الازمات المالية في عهد ادارات مضت، ثم مؤخرا مع الادارة الحالية والدكتور علي الناقور الذي لم ينصفه الأهلي قبل مجيئه الى الهلال ويتحول الى عضو مؤثر يساند الادارة في الكثير من الالتزامات، بل ان الاهلاويين هاجموه بعدما كانوا يشيدون بمواقفه، إضافة لنجله حسن الذي اصبح الآن من اكثر الشرفيين والإداريين عطاء وعملا في الهلال، وحسام الصالح الذي كان من المؤثرين مع سامي الطويل وسليم عجينة في عهد الإدارات السابقة للنصر، ماجد الحكير الذي على الرغم من هبوط الرياض الا انه بقي قريبا من النادي، ونواف السبهان في الطائي الذي كان ولايزال يدعم، ويضاف الى هولاء "الداعم" في الاتحاد الذي على الرغم من إيمان الكل انه وراء الكثير من إتمام الصفقات في الاتحاد والصرف على فريق كرة القدم إلا ان هناك من يحاول ان ينسب ذلك الى أشخاص هم في الأساس ارتقوا وبرزوا ونجحوا إداريا من خلال هذا "الداعم". حسام الصالح إذن الأندية بكل اسف لم تستطع التعامل مع الشرفيين الفاعلين بالصورة الصحيحة التي تخدمها وتحفظ لهم حقوقهم وتقربهم اكثر منها ولم تؤمن الموارد المالية التي تجنبها التوسلات لهؤلاء الشرفيين الذين تستكثر عليهم تصريحا أو تصريحين عندما يدعمون، وفي الوقت ذاته تريد منهم الدعم وفتح جيوبهم عندما تحتاج إليهم، بل ان بعضهم عندما يغادر الساحة لا يسلم من النيل منه والتشكيك في نواياه وانه جاء الى الاندية بحثا عن الشهرة بينما الرئيس أو الاداري جاء وكأنه حرّم الشهرة على نفسه، في الوقت الذي تحاصره القنوات والصحف من كل حدب وصوب، ولو لم تتصل عليه لربما اتصل عليها بحثا عن ظهور جديد. وغير الشرفيين هناك القطاع الخاص الذي بدأ بعضه يتوجس ويعيد حساباته وربما انسحب من فكرة الاستثمار داخل الاندية نتيجة السياسات الخاطئة والانظمة غير الواضحة والتي لا تجلب له الربحية بسبب غياب الخصخصة الكاملة للاندية، والتخصص في دعم ورعاية العاب معينة وليس فقط كرة القدم.