محصلة جيدة خرجت بها الفرق السعودية الأربعة من الجولة الافتتاحية لدوري أبطال آسيا، ولم يعكر صفوها سوى النتيجة السيئة للهلال على أرضه من سباهان الإيراني، وإذا كان النصر خرج بنقطة تعد مكسبا في طشقند وسط أجواء متجمدة إلا أن واقع المباراة يؤكد أحقية (العالمي) بالفوز وهو الذي ألغت راية خاطئة هدفا لا غبار عليه لمصلحة فيغاروا بحجة التسلل، وأهدر مهاجموه كماً من الفرص المحققة للتسجيل، والظهور الأول للنصر في بطولة القارة منذ العام 99 أكد أنه يمتلك صفات رائعة يفترض أن تتوافر في الفرق الكبيرة أهمها التوجه نحو مهاجمة المنافس في الوقت المناسب حتى وإن كان ذلك هو باختاكور أحد أقوى الفرق الأوزبكية المدعم بعوامل الأرضية السيئة والأجواء قارسة البرودة والجمهور، كان (الأصفر) يهاجم بحثا عن التعديل حين تأخر مرتين، وبعد أن تحقق له ما أراد لم يقنع بنقطة واحدة وسعى البدلاء الناجحون الحارثي والسهلاوي برفقة فيغاروا ومن خلفهم المتألق أحمد عباس إلى الغزو أملا في العودة بالعلامة الكاملة، وهذا الظهور المشرِّف لفريق بدأ تكوين نفسه قبل أقل من عامين اثنين فقط ودون الاستفادة المثلى والمفترضة من العنصر الأجنبي يشير صراحة إلى أن الفريق يسير بخطوات جيدة نحو استعادة هيبته الكاملة، ولا يضعِف من توقعاتنا في الوصول إلى ذلك سريعا سوى وهن خطوطه الخلفية، وأخطاء حراسته ومدافعيه، ويبقى تماسك الفريق وبسط نفوذه رغم غيابات عدة يتقدمها القائد الخبير حسين عبدالغني مصدر تفاؤل بمستقبل النصر في السنوات المقبلة. أما الهلال فكانت خسارته من ضيفه الإيراني خيبة أمل لجماهيره التي تمني النفس في بداية قوية تضع له قدما في صدارة مجموعته في الطريق لمشوار جديد نحو تحقيق حلم طال انتظاره، أخطأ كالديرون في اختيار نهج هجومي فرغ منطقة المحور، وكانت مسرحا لاختراق الدفاعات الهلالية الهشة بقيادة أسامة هوساوي والمرشدي وحراسة غير مطمئنة، لم تتأثر نتائج الهلال في الدوري المحلي، لكن الهبوط في مستوى الأجانب برحيل البرازيلي الرائع نيفيز مع بداية فترة الانتقالات الشتوية واستبداله بلاعب مصري أقل من الطموح وضح في المشاركة الآسيوية، خسارة سباهان في الرياض مؤثرة؛ لكنها لا تعني أن الهلال فقد فرصة بلوغ دور المجموعات، وأظنه قادر على تجاوز المرحلة مع عودة المصابين والموقوفين شريطة نجاح جهازه في التعامل مع إمكانات فريقه واختيار الطرق المناسبة والأهم من كل ذلك احترام الخصوم. باختصار نجاح باهر لمسيِّري النصر في تجهيز اللاعبين لأصعب موقعة في البطولة الآسيوية. الشباب قدم شوطا ثانيا رائعا أمام ريان قطر، أدرك التعادل وكان قريبا من العودة بالفوز؛ رغم الغيابات التي سجلت رقما قياسيا هذا الموسم. إذا كان تغيير جهاز الكرة فقط وراء الروح العالية الاستثنائية للاعبي الاتحاد وفوزه الكبير على بيروزي فإن مسؤوليه يتحملون بقاءه طوال الفترة السابقة!!.