** يتخذ حلف الناتو هذا اليوم الجمعة قراراً حاسماً.. تجاه النظام الليبي يحدد مصير العقيد معمر القذافي.. وأركان حكمه بصورة قد تكون نهائية.. ** والحلف كما نعرف.. حلف عسكري.. وقراراته تترجم مواقف الدول الأعضاء فيه.. وبالتالي فإننا لا نستبعد أن يقوم بعمل عسكري معين هدفه الوصول إلى رأس النظام .. وتسوية الوضع هناك.. مستفيداً من القرار الدولي الذي أصدره مجلس الأمن يوم الأحد الماضي تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة.. ** والسؤال الآن هو : ** ما هي أبعاد هذا التدخل وحدوده ؟! ** وبصورة أكثر تحديداً.. فإن هناك مخاوف كبيرة من أن يتكرر في ليبيا.. نفس السيناريو الذي وقع في أفغانستان والعراق.. وثبت فشله.. وعدم جدواه.. ** كما انه اقترن في الواقع وفي ذهن الشعبين وكافة شعوب الأرض بتواجد عسكري على الأرض.. ظل مرفوضاً سواء من قبل المواطنين هناك.. أو من قبل الشعوب المحبة للسلام.. ** وإذا كانت الظروف التي شهدها البلدان.. وما نتج عنها من فراغ قد سوغ ذلك النوع من الغزو أو الاحتلال العسكري لهما.. فإن الظرف الليبي مختلف كل الاختلاف.. ** ويكفي ان تلك التجربة.. لم تحقق أياً من الأهداف الوطنية للشعبين حتى الآن ، فضلاً عن أن الأوضاع ظلت فيهما غاية في التوتر.. وان المستقبل مازال غامضاً وغير مطمئن رغم الجهود المبذولة من قبل أبناء البلدين وقادتهما لإحلال الأمن والسلام والاستقرار فيهما.. ولكن دون جدوى.. ** وإذا كان التدخل العسكري مرفوضاً بإجماع الكل.. فما هو الحل إذاً.. وكيف يمكن تجنب إهراق المزيد من الدماء الزكية لشعب يبحث عن الحرية.. ويريد العيش فوق أرضه بكرامة.. ويتطلع لأن ينعم بخيرات بلاده الكثيرة بعد أن حُرم منها طويلاً؟ ** ذلك أن المتوقع هو أن تشهد الأراضي الليبية خلال الأيام القليلة القادمة المزيد من المجازر.. بسبب العجز التام حتى الآن عن التوصل إلى حل داخلي ينهي الأزمة ويحافظ على أرواح الأبرياء.. وكذلك بسبب تلكؤ المجتمع الدولي وتردده في الإقدام على خطوة عسكرية لا يرحب بها أحد.. ** وفي نفس الوقت فإن الوضع المضطرب في الداخل.. وتوقف عجلة الحياة بالكامل.. وظهور بوادر نفاد السلع الغذائية والتموينية وصعوبة وصول المدد الخارجي الانساني إلى الشعب الليبي كل هذه العوامل مشتركة تشكل مصادر فناء لهذا الشعب المحاصر داخل بلاده.. بسبب عناد النظام.. وإصراره على البقاء رغم إرادة الشعب.. ** لكل ذلك أقول.. إن الخلاص قد لا يكون ممكناً دون استخدام القوة المشروطة بعدم البقاء يوماً واحداً على الأراضي الليبية بعد زوال النظام وتسليم دفة الأمور للعقلاء من أبناء الشعب الليبي.. وهنا يجب أن نتوقف.. ** نعم .. يجب ان نتوقف لنقول.. إن مصير البلد.. ومستقبل الانسان الليبي يظلان مرتبطين بتحقق الوفاق التام بين أبناء الشعب الليبي الأوفياء.. وبتضامنهم الكامل.. وبحسن اختيارهم لمن يسلمونه مقاليد أمورهم لمرحلة مؤقتة مادامت جميع مؤسسات الدولة مشكوكاً في ولائها للشعب وثورته.. ** كما أن هناك خياراً آخر.. قد يجنب ليبيا كارثة الاختلاف بين أبناء الشعب الليبي .. الا وهو .. انحياز القوات المسلحة الليبية والأمن الوطني للشعب وإجهازهم على النظام وتبنيهم لأماني الليبيين وتطلعاتهم لفترة محدودة لاتتجاوز عاماً واحداً تتم خلالها كافة الاجراءات الضامنة لانتقال البلاد إلى حكم مدني عصري ومتطور ويليق بشعب قدم كل هذه الضحايا.. ** وبدون هذين الخيارين فإن الوضع قد لا يكون سهلاً.. وقد لا يكون مطمئناً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. *** ضمير مستتر: **(تنتصر الشعوب على كل مظاهر الظلم بشرط واحد هو .. أن تعرف من تختار.. وكيف تختار.. ولا تختلف على تحديد مصيرها ومستقبل أجيالها).