هذه السنة عجيبة وتاريخية،لأنها بدأت حامية بما حملته من تقلبات سياسية واقتصادية بل وحتى مناخية. كما أنها أشعلت نار الخوف والقلق في قلوب الكثيرين داخل الشرق الأوسط أو خارجه. ونارها المتأججة قد أججت معها المشاعر وعندما تتأجج العواطف يبدأ التسويق، وكل تاجر وبضاعته وكل صاحب غاية وهدفه . البعض تشاءموا من رقم (أحد عشر) وآخرون استحضروا تقويم شعوب المايا الذين تنبأوا بكارثة تصيب البشرية في السنة الثانية عشرة . ليجد الإعلام المرئي والمسموع والمقروء غنيمته المتزايدة مع توارد الأحداث ويحلل ويفصل ويصف ، قد يبالغ وقد يجحف لكنه بلا شك يستمتع باستثارة جماهيره الذين يتقلبون فيه وبقلق. تناقُل الأخبار المخلوطة بالإشاعات أصاب المجتمعات المختلفة (بهستيريا) بعد الأرقام التي أخرجتها الأدراج والملفات السرية وما حوته من مليارات . أرقام لا تقرأ إلا في ميزانيات الدول يشاع عنها بأنها يمكن أن تكون لدى الأفراد. أرقام متعددة الوجوه قد تفرح وقد تكتئب . لكنها يمكن أن تحف زالإنسان على أن يصنع لنفسه كوكتيلا عجيبا من الأسئلة ماذا؟ وكيف ؟ وكم؟ والأغرب من ذلك هو سؤال الكم ؟ كم هو المليار؟ لأن حساباته صعبة على مستوى الحكومات فكيف وهو مع الأفراد؟ كثيرون قد يحسنون إحصاءه كرقم ، وآخرون يفشلون في تقدير قيمته لأنها تجاوزت حدود قدرتهم ، وهنالك حتى من لا يعرف كيف يمكن أن يقرأه أو حتى يكتبه . ربما لأنه كان رقما نادرا ، أو لأنه ليس متداولا بكثرة إلا عندما تعلن الميزانيات. لذا لا أستغرب لو سمعت عن من يجهل كم صفرا يمكن أن تحمل خاناته. لأني رأيت عددا لا بأس به ممن يخطئون في صفر المليون فما بالك بالمليار ، منهن زميلة لي كانت تخطئ في تقدير الأصفار التي على يمين أي عدد، وعندما تقرأه كعدد تبخسه! وكانت تدهشني عندما تقرأ أي اعلان يحمل رقما كبيرا وتعلق يا بلاش ، لم نعرف عنها الثراء الفاحش لذا كنا نتساءل عما تخبئه تحت (البلاطة) إحدانا تجرأت وسألتها لماذا تتبجح بما لديها من مال وإن كانت لا تخشى الحسد. من نظرة عينيها البريئة عرفنا السبب ، كانت تقرأ الرقم خطأ! ترى هل يخطئ الإعلام في الأرقام ، اللهم لا حسد..