اقتحمت قوات شرطة مكافحة الشغب ميدان الاعتصام وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط المعروف باسم "ساحة بلوكات"، وفضت بالقوة اعتصاما نظمه المئات من الشباب المطالبين بالتغيير. وقال أحد منظمي التظاهرة ل"الرياض" إن الدعوة للاعتصام بدأت بعد صلاة الجمعة واستمر المتظاهرون في اعتصامهم السلمي ومهرجاناتهم الخطابية دون أي احتكاك مع الشرطة، لكنهم فوجئوا فجر يوم السبت بوحدات من قوات مكافحة الشغب وهي تستغل وجود أقل عدد من المعتصمين نظرا لأن الكثيرين قرروا المبيت في منازلهم والعودة صباحا، فهجمت عليهم وأسقطت الخيام التي أقاموها في الساحة وأجبرتهم على إخلائها بالقوة، مضيفا أنهم رفضوا الاستفزاز ولم يدخلوا في أي مواجهات مع قوات الأمن التي صادرت خيامهم ومكبرات الصوت وكل المعدات التي كانت معهم، مضيفا أن مناوشات محدودة وقعت بين بعض الشباب الغاضبين ورجال الشرطة. وقال ناشطون معارضون إن النظام عمد إلى مضايقتهم في البداية بطرق غير أمنية، حيث صدرت الأوامر بوقف حركة باصات النقل التابعة لشركة النقل العمومي في نواكشوط، كما أعلن حكام العاصمة عن بدء توزيع أوصال للقطع الأرضية وكميات من الأسماك بالتزامن مع المظاهرات، كل ذلك من أجل منع المواطنين من المشاركة في تلك الاحتجاجات، وقد رفضت السلطات بداية التدخل الأمني لفض الاعتصام، قبل أن تهاجم المعتصمين فجر السبت وتخلي الميدان بالقوة وتمنعهم من العودة إليه مجددا. وهدد منظمو الاحتجاجات بالتصدي لقوات الشرطة، مؤكدين أنهم سيواصلون اعتصاماتهم وأن الحكومة هي المسؤولة عن نتائج عمليات الاستفزاز والقمع التي تقوم بها. وقد وصف محمد محمود ولد محمد الأمين تلك المظاهرات بالتحركات الفوضوية اليائسة، وقال إن بعض قادة المعارضة فشلوا في إقناع الناس بخطابهم، فلجؤوا على التحريض على العنف ضد الدولة، وتعهد رئيس الحزب الحاكم بالعمل على إفشال تلك المظاهرات، قائلا إن محاولة إسقاط الأوضاع في تونس ومصر وليبيا على موريتانيا فيه حيف وظلم كبيرين. وكان المئات من الشباب قد نزلوا بعد ظهر الجمعة إلى "ساحة بلوكات" وسط العاصمة نواكشوط استجابة لدعوة وجهها نشطاء عبر الفيس بوك ومواقع الانترنت، وحملوا لافتات تطالب بتغيير النظام، ووضع حد لارتفاع الأسعار، والبطالة والفساد وسوء التسيير.