بدايةً أحمد الله جل وعلا على كرمه ومنه بأن أبهج صدورنا بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلته العلاجية إلى وطنه وشعبه سالماً معافى ليكمل مسيرة الخير والتنمية والانجازات. ويسعدني بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا أن أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني والأسرة المالكة والشعب السعودي بأسمى عبارات التهاني والتبريكات بهذه العودة الميمونة داعياً الله أن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يديم على وطننا الغالي الأمن والأمان والاستقرار والنمو في ظل قيادته الحكيمة. لقد شهدت المملكة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في 26/6/1426ه حتى وقتنا الحاضر عصراً ذهبياً وتنمية وإنجازات قياسية سابقت الزمن وتجاوزت الأهداف والخطط المرسومة، واتسمت بالشمولية للجميع للمواطن وكافة مناطق المملكة. ومن الصعب، بل المستحيل، حصر انجازاته –سلمه الله- في هذه العجالة، ولكن مالا يدرك كله، لا يترك التطرق ولو لشيء يسير منه. فقد أتخذ خادم الحرمين الشريفين مجموعة واسعة من القرارات والإجراءات الهادفة إلى إعادة هيكلة وتنظيم الاقتصاد، وتحديث الأنظمة والتشريعات بما يعزز رفع مستوى كفاءة وتنافسية الاقتصاد ودعم التشغيل الأمثل لعوامل الإنتاج، علاوة على استهدافها توفير إطار تنظيمي وإداري متطور وبيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية. ومن مؤشرات ذلك ما حققه القطاع الخاص من نمو سنوي حقيقي متوسطه 4,7 في المئة، وتسجيل ميزان المدفوعات لفائض بلغ 1,9 تريليون ريال، وبلغت المصروفات الفعلية للمالية العامة نحو 2,9 تريليون ريال، وسجل القطاع المصرفي نمو قويا ومتواصلاً خلال هذه الفترة كما تجاوز بقوة تداعيات الأزمة المالية العالمية. هذا بالإضافة إلى اعتماد كم هائل من المشاريع التنموية في مجال تحديث البنية التحتية مثل الطرق والمطارات والمياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية، بما في ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. كما حصلت المملكة على معدلات تصنيف سيادية مرتفعة لملاءتها المالية من مؤسسات التقييم الدولية، وكذلك على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط والمرتبة الحادية عشرة عالمياً لعام 2010 م من حيث تنافسية بيئة أداء الأعمال والاستثمار وفقاً لتقرير البنك الدولي. وما زالت الثقة كبيرة وراسخة في أن يستمر النمو القوي والتنمية الشاملة للاقتصاد السعودي في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. أما على صعيد السمات الشخصية لخادم الحرمين الشريفين، فقد استطاع –حفظه الله- بما وهبه الله من دماثة خلق وتواضع وبساطة لا يكتنفه تكلف أو اصطناع وحب للخير وحرص على مصالح أمته، من تملك قلوب ليس فقط أبناء شعبه بل الملايين غيرهم من المجتمعات العربية والإسلامية والدولية. وقد لمست ذلك شخصياً في عدد من المحافل الدولية من خلال ما رأيته من الاحترام والتقدير البالغين للملك عبدالله بن عبدالعزيز من عدد من قادة ورؤساء الدول الأخرى مما أثلج صدري وعزز شعوري بالفخر والاعتزاز بهذا القائد الوطني العظيم. كما عرف عنه حفظه الله اهتمامه بالمواطنين وتلمس احتياجاتهم بما في ذلك معالجة الفقر ودعم الضمان الاجتماعي وإقرار زيادة الرواتب وبدل غلاء المعيشة وترسيم موظفي الأجور، إلى غير ذلك من الجوانب الإنسانية العالية التي عرفت عنه حتى أطلق على بلادنا الغالية "مملكة الإنسانية". *محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي