لئن كان شموخ الاوطان بشموخ رموزها، فإن شموخ المملكة العربية السعودية برمزها لا يعد قياسا بل هو انفراد لن يتأتي لوطن آخر القياس عليه. فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رمز أمة بما يحمله من ريادة اتسعت من تطوير غير مسبوق لمشاعر قبلتها الى ذود عن حياضها على منابر الحق. فهو حفظه الله الذي أطلق مبادرة حوار الحضارات في مواجهة صراع الحضارات. وشتان مابين الحوار والصراع اذا كان بين الأمم. فإدراك خادم الحرمين الشريفين لطبيعة العلاقة التي ينبغي ان تسود بين الدول ينبع من انتمائه للدين الذي اعلى شأن الإنسان وبنى منهجه بآي القرآن (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) والعمارة التي تسبق لمشاعر قبلة المسلمين هي تأكيد أن الإسلام هو حجر الزاوية في دولة قامت لخدمته وحرميه. فلم يرضيه امد الله بقاءه الا ان يرى المسلمين في نعمة وأمان سواء كان في الديار المقدسة او حتى في أوطانهم. فتوسعة الحرم المكي والمسعى والجمرات وقطار المشاعر اتت متوازية مع انقاذ الباكستان من فيضان القرن ومع رعاية شأن لبنان والعراقومع دعم الأشقاء في كل مكان. هكذا تكون الريادة، ريادة الأمة. اما سخاء خادم الحرمين الشريفين لعمارة حاضر الوطن الملح ومستقبله المرسوم فلا أدل عليه من مشاريع الوطن العملاقة الممتدة عبر قطاعاته التعليمية والاقتصادية والاجتماعية. ولذا فهو سلمه الله سلامة تامة رمز وطن أحبه مواطنوه لأنه وطّن في قلوبهم معنى مملكة الإنسانية التي سبقت الى تطوير متسارع حلق بالوطن في آفاق مستقبل صناعة الفكر والمهارة واقتصاد المعرفة. لذا فهو إن غاب في ظرف طارئ فهو ساكن في قلوب امتلكها تنتظر عودته حفظه الله لكي تطمئن على رمز نهضتها وتبتهل الى مولاها ان يلبسه الأتم من العافية والصحة دعاء لاينقطع ترجو من الله ان يمده بمدد لاينقطع من التوفيق والسداد ليواصل هذه المسيرة المباركة في هذا الوطن الشامخ برمزه عبدالله بن العزيز. * المشرف العام على كليات الجامعة في وادي الدواسر والسليل