جاء أهم إفرازات قرار إيقاف لاعب الهلال رادوي كشف حقيقة كانت مغيبة عن عمل لجان اتحاد كرة القدم، وهي الفردية التي تطغى على عمل اللجان، وهو ما حدا بالأمير نواف بن فيصل إلى طلب التحقيق مع لجنتين تضاربت قراراتهما بحق لاعب واحد، وهما اللجنة الفنية، ولجنة الانضباط، ولا غرابة إن حدث هذا إذا عرفنا أن معظم أعضاء اللجان هم أناس مشغولون بوظائفهم، أو بأعمالهم الخاصة، وغالبا ما يكون الواحد عضوا في عشرات اللجان يحشر فيها حشرا، فلا يدري (وش يبدي)، ولذا فهو يستسلم عادة لرأي شخص في اللجنة يكون الأعلى صوتا، فيتخذ القرار، وعليه الموافقة فقط! التحقيق الذي أمر به الأمير نواف هو خطوة تصحيحية يجب أن تتسع دائرتها لتشمل كل لجنة، وكل فرد، فالمسألة ليست سباقا لإظهار الشجاعة في حالات معينة، وفي حالات أخرى يسود التغافل، لأن الأمر يخص أندية لها من الحب نصيب، وغطاء العدل بين الأندية رغم أنه مسألة نسبية، إلا أنه ستحقق شيئا من الرضى والارتياح للكثرة الواعية. أحيي الشجاعة التي أقدم عليها رئيس لجنة الانضباط صلاح القثامي حينما قدم استقالته بعد الخطأ الذي صدر من اللجنة التي يرأسها، ليس مهما إن كانت استقالته خجلا مما حدث، أم اعتراضا على تدخل في عمله، المهم أنه استقال، والمسؤولون في مواقع أخرى يتولون بيان الحقيقة، أحيي فيه رحيله بصمت، رفضه توزيع الاتهامات في كل اتجاه، وهو ما لم يفعله العضو عبدالله القحطاني. القحطاني بكثرة تذمره بعد أن استقال من التحكيم وهجومه كذلك لو أنه طرح رأيه هادئا متزنا، إنما اعتراضي على حدته وتكرر تذمره وكأن كل الأشياء حوله خطأ في خطأ. أشخاص يعيشون بيننا تتحير حينما تتحدث عنهم، فهم إضافة إلى نقمهم من كل شيء، إن رحل الواحد منهم أمسى كالغريق يضرب في كل اتجاه، (ان كنت رايح كثر الفضايح)، همه التشفي لنفسه، فتجده يتصل على كل وسيلة إعلامية ويهذي بكلام طويل عريض قليله صحيح، وكثيره كزبد السيل لا قيمة له، وفي هذا نكران للمعروف، وجحد للجميل، وغالبا ما توجه الإساءة إلى من رفعوه على أكتافهم، حتى إذا انتهت المصلحة بدأت المذبحة! مثل هذه النوعية ليسوا هم المشكلة وحدها، بل في إعلام يفتح المجال لهم لينثروا فيه إزعاجهم تحت مبرر (الإثارة)، وهي ظاهرة بدأت تظهر مع كثرة الوسائل الإعلامية، والمشكلة أن بعضهم صار عضوا أساسيا يطل برأسه كل ليلة، وفي هذا تغييب لصوت العقل، والمؤسف أنها صارت بضاعة رائجة يخسر من لم يبتاعها! لقد أخطأت خطأ فادحا يارادوي حينما تهورت فاعتديت، ومع ذلك شكرا لك، فيدك التي لكمت، وقدمك التي ضربت، أنتجت قرارات هبت إليك لإيقافك، وتلك كشفت الخلل فصححت القرار، والعاصفة ستستمر لتصحح لجانا بأكملها.