وقعت مواجهات الاربعاء بين انصار النظام الايراني ومؤيدين للمعارضة "كما يبدو" خلال تشييع شخص قتل في التظاهرات المناهضة للحكومة الاثنين فيما اعلنت ايران انها تعتزم اطلاق ملاحقات بحق قادة المعارضة. وقال التلفزيون الايراني على موقعه على الانترنت ان "طلابا واشخاصا مشاركين في جنازة الشهيد صانع جاله في جامعة طهران للفنون الجميلة اشتبكوا مع عدد صغير من الاشخاص يبدو انهم من حركة مثيري الفتنة". ولوح مدعي عام ايران غلام حسين محسني ايجائي في هذا الوقت باحتمال ملاحقة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين دعيا الى تظاهرة الاثنين. وقال كما نقلت عنه وكالة فارس للانباء ان "زعيمي اثارة الفتن هما الشخصان اللذان يجب معاقبتهما على اعمالهما الاجرامية وبمشيئة الله يجري القيام بتحركات في هذا الصدد". وتابع "لقد اعطاهما الشعب عقابهما لكن لدى الناس الحق المشروع بالمطالبة (بعقاب) من الهيئة القضائية ونامل في ان نتمكن من القيام بذلك". وقال محسني ايجائي ان عدة اشخاص اعتقلوا خلال تظاهرات الاثنين لكن تم الافراج عن بعضهم على الفور مشيرا الى ان بعض الاعتقالات ستتم لاحقا. وتابع "عموما ان التيار المناهض للثورة يقف وراء هذه الاحداث، وللاسف فان البعض وقع في فخ اميركا". ويتهم مسؤولون ايرانيونالولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل بالتاثير على حركة المعارضة. لكن مير حسين موسوي ومهدي كروبي اصدرا بيانين يشيدان بالمتظاهرين ووجها دعوة الى الحكومة الايرانية "للاستماع للشعب". وقال كروبي الرئيس الاصلاحي السابق لمجلس الشورى في رسالة نشرها موقعه سهام نيوز.اورغ مخاطبا السلطة "احذركم، افتحوا آذانكم قبل فوات الاوان واستمعوا الى صوت الشعب". تشييع جنازة الطالب صانع جاله في طهران أمس (رويترز) وفي تلميح الى الثورتين المصرية والتونسية اللتين اطاحتا رئيسي البلدين حسني مبارك وزين العابدين بن علي في الاسابيع الماضية، قال كروبي ان "الاعمال العنيفة والعداء حيال مطالب الشعب لا تساعد في الحفاظ على الوضع الراهن الا لبعض الوقت. استخلصوا العبرة من مصير السلطات التي ابتعدت عن الشعب". وفي رسالة منفصلة نشرها على موقعه كلمة.كوم، انتقد موسوي السلطات واشاد بتظاهرات الاثنين. وكتب ان "التظاهرة المجيدة (في 14 شباط/فبراير) هي نجاح كبير للشعب والحركة الخضراء". وشدد موسوي على "استقلال" الحركة الخضراء ردا على اتهامات السلطة للمعارضة بانها مرتبطة بالخارج، وانتقد ايضا "الولاياتالمتحدة والصهاينة" الذين يحاولون "الاستفادة" من حركة الاحتجاج في ايران. وفي المقابل، دعا النظام الايراني الى تظاهرة الجمعة للتنديد بحركة المعارضة كما افاد التلفزيون الرسمي على موقعه الالكتروني. واعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الاسلامية ان "شعب طهران النبيل سينزل الى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة". وفي تفاصيل المواجهات افاد التلفزيون الايراني على موقعه الالكتروني ان مواجهات وقعت بين عدد صغير من الاشخاص يبدو انهم من المعارضة ومؤيدي النظام الذين تمكنوا وهم "يرددون هتافات (الموت للمنافقين) من ابعادهم عن المكان". وتشير السلطات الايرانية بتعبير "المنافقين" الى حركة مجاهدي خلق، ابرز حركة مسلحة معارضة للنظام الايراني. واوردت وسائل الاعلام الرسمية ان الاشتباكات وقعت فيما كان مؤيدون للنظام بينهم نواب وعناصر من الحرس الثوري يتظاهرون خلال تشييع صانع جاله هاتفين "الموت لامريكا! الموت لاسرائيل! الموت لبريطانيا! الموت للمنافقين! الموت لموسوي وكروبي!". وقتل صانع جاله وهو كردي سني خلال تظاهرات معادية للحكومة نظمها انصار زعيمي المعارضة الاثنين. لكن انتماءه كان موضع خلاف الاربعاء اذ يؤكد انصار النظام انه من متطوعي الباسيج فيما تقول المعارضة انه من صفوفها.