عندما علم موظف الاستقبال أنني سعودي؛ قال هل تعلم أن هذه الفندق يملكه الشيخ (...) من السعودية؛ تعجب صديقي الذي ذهب مطلع العام مع أسرته لقضاء الاجازاة في منتجع شرم الشيخ.. كيف أن مالك هذا الفندق الممعن في الفخامة؛ لم ير له متراً واحد في أي استثمار؛ وهو بالمناسبة من أكبر الموردين لإحدى السلع الغذائية؛ ختم كلامه قائلاً: صحيح أنه مثال للنخلة العوجاء.. اعتقد أن هذا المثال.. لايمكن أن يكون محل تقدير؛ أو شكر؛ أو حتى دعم.. حسناً.. تذكرت هذا النموذج ؛ بآخر على النقيض تماماً.. نموذج لنخلة الخير؛ التي صادقت الايتام؛ واطعمت الفقراء؛ وبنت المساجد؛ وحلت في كل وحات الخير؛ التي علمنا عنها؛ أو تلك التي لم نعلم.. إنه الشيخ صالح الراجحي؛ رحمه الله رحمة واسعة؛ وجعل ماقدم شافعاً له؛ عند ربه.. وجعل منزلته الفردوس الاعلى. شيخنا رحمه الله.. كان من اوائل من ادرك قيمة العقارات؛ منذ مطلع الثمانينات؛ ورسم مع أخوانه لوحة اقتصادية بالوان؛ العقار؛ والمال؛ والتجارة؛ والصناعة؛ والاغذية.. جميعها وغيرها؛ لونت عشرات الألوف من بيوت السعوديين.. ذاك هو الاقتصاد الوطني الحقيقي؛ أنه الاقتصاد الذي يعمل على توطين مجالات نافعة للوطن؛ وقبلها للمواطن من خلال استقطابه وتوظيفه.. شيخنا صالح رحمه الله ضرب وإخوانه مثالاً يحتذى به في توطين استثمارات تفيد الوطن؛ وتفتح ذراعها لابناء الوطن؛ فرحمة الله على فقيد اقتصاد الوطن..