تواجه جهود مكافحة التدخين في المملكة العديد من التحديات أبرزها الإمكانات المحدودة لجمعيات المكافحة ومنها الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" التي تعاني ماليا في ظل الوسائل الدعائية المتنوعة التي تقوم بها شركات التبغ في المملكة. ورغم فارق الإمكانات بين الجمعيات وشركات التبغ، ظلت الاولى رغم محدودية امكاناتها تشكل سدا منيعا امام مد شركات التبغ الدعائي والترويجي. توسعت جمعية نقاء عبر العديد من الفروع في الرياض وحائل والدمام والاحساء والخرج مما وضعها امام بند كبير للمصروفات وفرض عليها اتباع سياسة التحجيم حتى اضطرت الى اغلاق فرعي شمال الرياض والعزيزية مما فسره البعض بانتصار شركات التبغ على الرغم من تمكن الجمعية من نشر سياج توعوي للعديد من شرائح المجتمع عبر البرامج التوعوية والعلاجية المتنوعة التي ظلت تطلقها مستهدفة بها تبصير افراد المجتمع بالمخاطر المترتبة على التدخين، ومن ذلك البرامج والحملات التوعوية والمبادرات ومنها "مشروع الرياض بلا تدخين". امين عام الجمعية سليمان الصبي وللوقوف على اسباب اغلاق فرعين للجمعية رفض وصف اغلاق الفرعين بانه فشل امام حملات شركات التبغ، مبينا ان عدم امتلاك الجمعيات لأوقاف تعينها على الصرف الكبير والمستمر على البرامج التوعوية يضعف من جهودها وان الاعتماد على الدعم المتقطع من الخيرين والمنشآت ورجال الاعمال لا يمكن ابدا ان يكون موردا ماليا ثابتا يجعل الجمعية وغيرها من الجمعيات تنطلق في اداء رسالتها بشكل جيد. وارجع الصبي اغلاق الفرعين الى إستراتيجية الجمعية والتوظيف الأمثل للموارد وفقا لسياسة الجمعية عبر خطط واستراتيجيات مجلس الادارة. و لم يخف الصبي قلقه بشأن مستقبل ومسيرة الجمعية اذا سارت الامور على ما هي عليه الآن كونه يرى بان عدم امتلاك الجمعية لمقرات للمركز الرئيس او الفروع امر يستهلك الموارد الجمعية المحدودة بشكل كبير مبديا تفاؤله بتخصيص اوقاف يعود ريعها لمصلحة الجمعية من اجل التوسع في مشاريعها وبرامجها والسير قدما في تنفيذ وتطبيق برامج تساعد المجتمع في التحرر من آفة التبغ. وقال الصبي ان الجمعية لديها ستة فروع الان كلها ايجار وهذا ما يمثل المزيد من الارهاق لخزينتها، داعيا افراد المجتمع المساهمة في دفع عجلة الجمعية من خلال الاستقطاع الشهري من حساباتهم البنكية وهو مبلغ محدود ولكنه سيساهم بشكل كبير في تنفيذ برامج الجمعية وعلاج وتوعية افراد المجتمع عن اضرار التدخين. ويرى الصبي ان ضعف برامج المكافحة سيفتح المجال مشرعا امام شركات التبغ لتنفيذ برامجها وحملاتها الترويجية الامر الذي يعني وقوع مئات الالاف من الشباب والنشء كضحايا لهذه الشركات التي تبحث فقط عن نفاد منتجاتها دون النظر لما يصيب المجتمعات والافراد من امراض خطيرة وفتاكة سيدفع ثمنها الكثيرون. من جانبه، يقول رئيس وحدة المسرطنات بمستشفى التخصصي الدكتور فهد الخضيري "عدد المصابين بالسرطان في المملكة تجاوز 10 آلاف شخص، منهم 90% من المصابين بسرطان الرئة من المدخنين و80% من المصابين بسرطان الحنجرة هم كذلك من المدخنين".