حذرت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين «نقاء» من تصاعد الحملات الترويجية لشركات التبغ بالسوق السعودية , وأكدت ان شركات التبغ بدأت تغير استراتيجياتها التسويقية بعد ان تيقنت من ارتفاع الوعي بأضرار التدخين بالمجتمع السعودي عقب الحملات التوعوية الكبيرة التي أطلقتها جمعيات مكافحة التدخين وبرنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة خلال السنوات الماضية خصوصا حملة «الرياض بلا تدخين» التي أطلقتها «نقاء» ورعتها ومولتها مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية والتي تمثل احد ابرز مشاريع مكافحة التدخين على مستوى المنطقة . وجاء تحذير الجمعية من حملات شركات التبغ الجديدة على خلفية شكاوى تلقتها نقاء من بعض أولياء الامور والمهتمين بقضية مكافحة التدخين عن تفشي حملات الترويج في مقاهي الرياض وإغراء المدخنين بجوائز ثمينة مثل أجهزة الحاسب المحمول وأجهزة الآي فون والبلاك بيري وغيرها من الجوائز. وقال امين عام الجمعية سليمان الصبي ان ارتفاع وعي المجتمع السعودي بقضية التدخين خلال السنوات الأخيرة بات أمرا مقلقا لشركات التبغ الأمر الذي اضطرها الى اتباع استراتيجيات تسويقية جديدة من أمثلتها إغراء المدخنين والعملاء بالدخول في سحوبات على جوائز ضخمة في حال شرائهم للدخان من تلك الشركات واكد الصبي ان شركات التبغ لكي تدعم تواجدها في المملكة وأسواق الخليج الأخرى لابد لها من اصطياد زبائن جدد يحلون محل الزبائن الذين ماتوا أو أقلعوا عن التدخين، فالشركات تريد صغار السن والأحداث الذين يبدأ معظمهم التدخين قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، وما يقرب من ربع هؤلاء يبدأ التدخين قبل بلوغ سن العاشرة. وتابع الصبي من القواعد التي تعتمد عليها شركات التبغ انه كلما كان عمر الطفل أصغر عندما يبدأ التدخين للمرة الأولى كلما كان احتمال مواصلته للتدخين المنتظم أكبر، وكلما كان احتمال الإقلاع عن التدخين أقل كما انه كلما زاد تعرض صغار الشباب للإعلان عن التبغ كلما ازداد احتمال تعاطيهم له. مشيرا الى ان منتجي التبغ يروجون زيفاً بان تعاطي منتجاتهم يدخل مشاعر جميلة للمتعاطي مثل البهجة والانتعاش والطاقة والرغبة الجنسية الإثارة وغيرها من ادعاءات كاذبة. ومضى الصبي: يحاول مصنعو التبغ عبر الإعلانات الواسعة الانتشار غرس انطباع بأن تعاطيه التدخين شيء (عادي) وتعرضه كما لو كان أحد المنتجات الاستهلاكية الأخرى، وتجعل من الصعب على صغار الشباب أن يفهموا سبب خطورة تعاطيه. بحيث لا يستطيع هؤلاء الصغار إدراك خطورة التحول إلى ادمان النيكوتين ولا العواقب المأساوية التي قد تنجم عن ذلك. وتابع الصبي: تنفق شركات صناعة التبغ بلايين الدولارات كل عام على توسيع نطاق شبكة التسويق إلى أقصى حد ممكن لاجتذاب المستهلكين من صغار السن. واختتم الصبي قوله بان التوعية لا تكفي الا إذا عضدت بنظام شامل لمكافحة التدخين مطالبا باستعجال إصدار النظام لحسم التجاوزات الراهنة المرتبطة بقضية التدخين كما ان إصداره سيدعم انضمام المملكة للاتفاقية الاطارية التي وقعت عليها قبل أكثر من 6 سنوات.