دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس بأن يحفظ الله مصر وأهلها ويحقن الدماء ويصون الأعراض ويبسط الأمن " اللهم اجعل مصر وأهلها في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لأهل مصر من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية، اللهم احفظ أهلنا في مصر من كل سوء ومكروه وفتنة يا كريم يا رحيم، اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم، واحفظ أموالهم وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم، اللهم اكشف الغمة وأطفئ جمرة الفتنة وشرارة الفوضى ونار الاصطدام يارب العالمين، اللهم اجعل مصر آمنة مطمئنة، ساكنة مستقرة، محفوظة مصونة، عزيزة بعز الإسلام ". وقال فضيلته: بلاد الإسلام محسودة وبالأذى مقصودة لا تسلم من حاسد وحاقد، وأعداء الأمة لا يألون إقداما ولا ينكصون إحجاما بالتخطيط لإشاعة الفوضى وإثارة البلبلة وإذاعة السوء وزرع بذور الفتنة والفرقة في أرض الإسلام يغرون قريشا بتميم، وزيدا بعمرو، وبعضا ببعض، ليحكموا السلطة، ويفرضوا الهيمنة، ولتكون أرض الإسلام بلادا متناثرة وطوائف متناحرة، وأحزابا متصارعة، يسهل تطويعهم. وأضاف: للعدو صولة وللمتربص جولة، ولكنها صولة آفلة وجولة خاسرة، وأهل الإسلام على وعي بالعواقب وإدراك للمآلات وهم قادرون بحول الله وقوته ثم بتضافرهم وتناصرهم وتحاورهم على حماية أوطانهم وإدارة شؤونهم، ومعالجة مشكلاتهم، دون إملاءات الحاقدين، وتدخل الشامتين، وخطابات الشانئين، ولن تحمى الأوطان إلا برجالها ولن تصان إلا بأهلها. وقال: لا عيش لمن يضاجع الخوف، ولا حياة لمن يهدده الهلع، والأمن نعمة عظمى، ومنة كبرى، قال صلى الله عليه وسلم:" من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا "، فلا حياة ولا بقاء ولا رفعة ولا بناء ولا قوة ولا نماء إلا في أرض السلم والأمن، سنة ماضية، وحقيقة قاضية، فاحفظوا أمنكم ووحدتكم، وصونوا أوطانكم واستقراركم، وابتعدوا عن ملتطم الغوائل، واسلكوا المسالك الرشيدة، وراعوا المصالح، وانظروا في المناجح، ووازنوا بين حسنات ما يدفع وسيئات ما يقع ويتوقع، واحقنوا الدماء في أهبها، وأدوا الفتنة في مهدها. وأضاف: لا عز إلا بالشريعة، ولا قوام للشريعة إلا بالسلطان، ولا أمن إلا بالعدل، والعدل ميزان منصوب بين الخليقة، وليس شيء أسرع في خراب الأرض من الظلم والطغيان، لأن الظلم مسبب للمحن، والجور مسلبة للنعم، مجلبة للنقم، وقد قيل: " الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش "، ومن فعل ما شاء لقي ما شاء، ومتى كانت المصالح فوق المبادئ، والأطماع فوق القيم، والقسوة قبل الرحمة، ثارت الفتنة وصار العمار خرابا، والأمن سرابا.