في ثالث اطلالة تلفزيونية له منذ اندلاع الأزمة التي تعصف بمصر منذ 17 يوماً أعلن الرئيس حسني مبارك مساء أمس تفويض صلاحياته الى نائبه عمر سليمان وفق الدستور، معلنا انه طلب تعديل خمس مواد دستورية والغاء المادة 179 التي تمهد لالغاء حالة الطوارئ ومتعهداً العمل على انتقال سلمي للسلطة وقال "نمضي يوماً بيوم الى الانتقال السلمي للسلطة حتى سبتمبرالمقبل" موعد انتهاء ولايته الرئاسية. وخاطب مبارك شعبه قائلاً "ان دماء شهدائكم وجرحاكم لن تضيع هدراً ولن أتهاون في معاقبة المتسببين عنها بشدة". وأكد رفضه الاذعان الى أي املاءات من الخارج. وخاطب مبارك مشاعر شعبه قائلاً انه يريد ان "يوارى الثرى" على أرض مصر. وفي الوقت الذي كان مبارك يلقي خطابه، كان المتظاهرون في ميدان التحرير الذين كانوا يتوقعون تنحي الرئيس، يهتفون بغضب مطالبين الرئيس ونائبه بالرحيل، والجيش بالانضمام اليهم في ثورتهم.وبدأ الآلاف منهم في التوجه الى "ماسبيرو" حيث مبنى الإذاعة والتلفزيون.ويخطط المتظاهرون للخروج بعد صلاة الجمعة اليوم في تظاهرة "العشرة ملايين". وبعد دقائق من خطاب مبارك، ألقى نائبه عمر سليمان كلمة متلفزة أكد فيها التزامه تحقيق الانتقال السلمي للسلطة .ودعا شباب مصر الى العودة الى منازلهم وأعمالهم وعدم الالتفات الى ما تقوله وسائل الاعلام وفضائيات التحريض. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أصدر في وقت سابق أمس "البيان رقم 1" معلناً تأييده لمطالب الشعب "المشروعة" وقرر الاستمرار في الانعقاد بشكل دائم "لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات للحفاظ على الوطن ومكتسباته وطموحات شعب مصر العظيم". مبارك .. ونائبه سليمان يخاطبان الشعب في كلمتين متلفزتين. (أ.ف.ب)