بالقدر الذي نحترم خصوصيات اللجان في الاتحاد السعودي وممارسة كل عضو لصلاحياته خصوصا على مستوى الرؤساء والمتحدثين الرسميين الذين ينحصر دورهم في الحديث عن الامور التي تقع تحت نطاق صلاحيات لجانهم لتوضيح الصورة امام المتلقي، وجلاء الغمام عنها، الا اننا نستغرب تضارب المهام لدى الكثير من اعضاء اللجان، بل انهم عبر وسائل الاعلام يقعون في المحظور، ويظهرون في أكثر من صفة، وبعض هذه الادوار تسئ للجان وتفقدها ثقة الشارع الرياضي مالم تثر الاحتقان وتحرج هذه اللجان، وتضعها مع طرف دون الاخر دون مراعاة للصلاحيات المحددة لكل لجنة، واقرب الامثلة مقرر لجنة الانضباط عبدالله القحطاني الذي اعتزل او أُبعد عن التحكيم العام الماضي عندما أخذ يتحدث عن احداث مباراة اول امس بين الاتحاد والهلال، وهي احداث بغض النظر عن لمن تكون وضد من؟ الا انها احرجته واحرجت لجنة الانضباط التي تعتبر من اهم اللجان وأكثرها حساسية في عملها، فهو تتم استضافته على انه مقيّم للحكام تارة ومحلل تحكيمي ليهرب عن صفته في لجنة الانضباط والكل يتذكر عندما تم الترتيب لاستضافته عبر القناة الرياضية في برنامج الدليل القاطع للحديث عن آلية عمل لجنة الانضباط، وعندما منعه مستشار الاتحاد السعودي ماجد قاروب بحجة ان رؤساء واعضاء اللجان الحساسة لايظهرون عبر الاعلام، تحولت بوصلته الى الظهور بصفة مقيم حكام ليتحدث عن المباراة القضية بيم النصر والتعاون في الدوري قبل فترة التوقف الماضية. القحطاني مقيم للحكام ام مقرر ل»الانضباط»؟ ولانعلم بحكم انه مقيِّم تحكيمي كما كان في مباراة النصر والقادسية يوم الخميس الماضي في مسابقة كأس ولي العهد هل سيكون الخصم والحكم لو تخلل اللقاء احداث شغب وخروج عن النص من اللاعبين، واخطاء فادحة من الحكام، واضطرت "الانضباط" للنظر في هذه الاحداث ودراستها والاطلاع على تقارير الحكم والمراقب ومقيم الحكام؟ هل تؤخذ اقواله كمقرر ل"الانضباط" ام كمقيم للحكام، طبعا هذا السؤال يوجه لمستشار الاتحاد السعودي الدكتور ماجد قاروب، عسى يفيدنا ويوضح الصورة التي لاتزال قاتمة، وربما هناك من يريد ان تكون كذلك. واول من امس ظهر القحطاني بعد لقاء الاتحاد والهلال عبر الاذاعة منتقدا قرارات الحكم ومشككا بها واصفا اياه بالدرجة الثالثة فضلا عن تفنيده لبعض الاخطاء التحكيمية والقرارات المتعلقة بالانذارات والتي تحدث عنها الكثير من المحللين التحكيميين وكان اهمها مخالفا لما قاله القحطاني الذي ليته وضع بالاعتبار حساسية لجنته، وحرص المسؤولين بقيادة الامير نواف بن فيصل ان تظهر في كل اتحاد بمظهر الحياد والتصدي لمن يخرج عن النص وفق قرارات حازمة ووفق ما نصت عليه لوائح اللجنة وليس عبر الاعلام. تصوروا عضو اهم لجنة في الاتحاد السعودي "الانضباط" يخرج ليقول مثل هذا الكلام، هل سيتم النظر فيه ويقدم للجنة الانضباط على انه اعتراف من مقررها بوجود احداث لابد من اتخاذ قرارات بشأنها؟ ام كمحلل تحكيمي؟ ايضا لانعلم هل هذه الطريقة تليق بلجان يفترض ان تكون ادوار اعضائها معروفة ومحددة بعيدا عن الازوادجية والقفز على ظهر انه اذا كان مقيما تحكيميا، يكون لاعلاقة له ب"الانضباط"، واذا كان مقررا ل"الانضباط" لايكون له علاقة بالحكام والتحكيم، كيف يحدث هذا. ربما مع التغييرات المنتظرة، ووعود الامل من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الامير نواف بن فيصل يتم تحديد صلاحيات اللجان وادوار اعضائها، فما يحدث حاليا هو اشبه بالتجاوزات بحجج ان العضو اذا ظهر بصفة عامل في أكثر من لجنة لايتعارض ذلك عندما يكون عضوا او متعاونا مع لجنة اخرى، ومع الاسف ان الكثير استغل ذلك واصبح يفتي بأمور ان لم تشحن الشارع الرياضي وتثير المشاكل‘ فإنها تضع اللجان في موقف الضعف والتناقضات.