شكلت وجهة نظر مايكروسوفت حول الموجة الجديدة من الابتكار، جزءاً من منتدى أبوظبي الثاني للابتكار الذي ينظمه صندوق خليفة لتطوير المشاريع بالتعاون مع الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات وجامعة أبوظبي. وتضمنت وجهة نظر مايكروسوفت عدة توجهات رئيسة في قطاع التقنيات بما في ذلك الحوسبة السحابية، والحوسبة الاجتماعية، وزيادة القدرة الحوسبية والشبكية المهمة لمجموعة واسعة من القطاعات. بهذه المناسبة، قال سامر أبو لطيف، المدير العام الإقليمي في مايكروسوفت الخليج: "تركز مايكروسوفت اليوم على تطوير تقنية متطورة في مجال الحوسبة اعتماداً على البحوث الأساسية والتطبيقية. وترصد الشركة لهذا الهدف ميزانية مخصصة للأبحاث والتطوير تبلغ أكثر من 9 مليار دولار، وتتعاون مع آلاف الخبراء والباحثين حول العالم، وعلى الصعيد الداخلي، نسعى دائماً لتوسعة الآفاق التقنية وننظر إلى ما وراء المنتجات الحالية كي نتصور ماهية المرحلة التالية من الابتكار". وفي الحديث عن التفاعل الطبيعي بين الكمبيوتر والأجهزة التقنية، قال أبو لطيف: "سنتمكن قريباً من تجاوز حدود أجهزة الحوسبة الحالية التي تجبرنا على التأقلم مع وسائل الإدخال والإجراءات التي تتطلبها الأنظمة التقنية، وسوف نتوصل إلى المزيد من الوسائل الطبيعية التي تمكننا من التفاعل مع التقنية عبر اللمس والصوت والبصر والإيماء، ويعني ذلك أنه ولأول مرة، سوف تكون العملية الحوسبية هي من تتأقلم معنا، علاوة على ذلك، ستكون هذه الواجهات التفاعلية الطبيعية أيضاً قادرة على إدراك البيئة التي نتواجد فيها، وسياق تصرفاتنا". ومع تقدم الحوسبة السحابية، التي تمثل تحويلا للمشهد التقني من خلال القدرة على توفير مصادر غير منتهية بشكل افتراضي، إذ تسهم الحوسبة السحابية في تعزيز سعة التخزين وقدرة معالجة لاحتواء مجموع المعارف البشرية الافتراضية في مراكز بيانات ضخمة، وعلق أبو لطيف بأن الحوسبة السحابية ستشكل مركزاً لكافة البيانات والمعلومات عبر تسهيل رصد وتخزين وفهرسة واستدعاء أنشطة الحياة اليومية بالاعتماد على حجم الكمية التي يرغبون بمشاركتها. كما ستوفر منصة لتعزيز انسجام تدفق المعلومات والتقنيات في مختلف جوانب الحياة، مما يتيح لهم الوصول إلى الأدوات والمعلومات التي يحتاجونها. وقد شارك الدكتور زكي خوري، مدير الأعمال لدى مايكروسوفت الخليج، في المنتدى بوجهة نظره حول تأثير الحوسبة الاجتماعية، كما علق الدكتور خوري على الدور المهم الذي لعبته التقنيات على صعيد تعزيز قدرات الناس في مجال التواصل الاجتماعي، بيد أنه يوجد العديد من التحديات التي تقف وراء الطبيعة المجزأة للحوسبة الاجتماعية، وقال الدكتور خوري: "يسهم غياب التكامل في حدوث عمليات انقطاع مزعجة في الاتصال عندما يضطر الناس إلى التبديل بين الخدمات والتطبيقات للبقاء على اطلاع بأحدث المستجدات، ومع التطور التقني، سوف تمر الحوسبة الاجتماعية في المستقبل بتحول كبير يتيح للناس إقامة علاقات اجتماعية أكثر عمقاً وبساطة في محيط الحياة الرقمية، وبالتالي ستوفر معلومات الشبكات الاجتماعية رؤىً من شأنها إرشاد الناس في العالم الحقيقي والإلكتروني". وفي ظل الزيادة المتنامية للقدرة الحوسبية والسعة التخزينية، سلط الدكتور خوري الضوء أيضاً على إمكانات الحوسبة فائقة الذكاء التي يمكنها إجراء تحليل عميق لكميات هائلة من المعلومات لتوقع وفهم آلية عمل العالم المادي.