من المؤكد أن العديد من المواطنين وعشاق الصحراء يستعدون هذه الأيام للذهاب إلى الصحراء والتنزه في رحلات برية بعد هطول الأمطار وبداية تباشير موسم ربيعي جميل هذه الشوق واللهفة والفرحة التي تعم الصغير والكبير تؤكد العشق الأزلي بين إنسان الجزيرة العربية والصحراء وان دماء ذلك العشق مازالت متوارثة وان ذلك الإنسان مصر على التشبث بحبات الرمال وأوراق أشجار البر عندما تداعبها زخات المطر وترسم لوحة لعشاق الطبيعة الصامتة . وعند هطول المطر تتجدد تلك العلاقة والملامسة الطبيعية والتوجه نحو الخشونة في الصحراء ولقد أكدت الأشعار القديمة أن العشق أزلي مهما تنوعت وسائل الراحة والرفاهية فقد قيل منذ قرون طويلة : لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف إن الأمتداد الأبيض لمخيمات المتنزهين يؤكد تواصل هذا التوارث ومن طرائف هذا العشق ما حدثني به أحد الأصدقاء عن والده الذي لا يستطيع القيام إلا بمساعدة الآخرين ولا يسير إلا بعصاه وعندما تحدث معه ابنه عن رغبة الجميع في نزهة نحو البر فوجئ به منذ الصباح الباكر يقف على عصاه وبحيوية تامة وقد ارتسمت الفرحة على محياه وأخذ يتفقد لوازم الرحلة لقد تيقظ فيه ذلك العشق وذكريات الزمن الماضي وعناق الأقدام مع الرمال أخيرا : يشتاق له قلب يبي زين الأشواق شاف الربيع وشاف هك الملاقي