اتجه عشاق البر من العائلات والعزاب إلى شدِّ الرحال للتنزه في البراري والفياض، خلال أيام إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول من يوم الأربعاء الماضي، بعدما ارتوت بنزول أوّل الغيث مع دخول فصل الشتاء، وتُشتَهر مدينة تمير - شمال العاصمة الرياض (140) كلم - بكثير من الأماكن البرية الربيعية القريبة منها؛ كشعيب الشوكي المتميز بغدرانه الممتلئة بمياه الأمطار، وشعيب الأرطاوي المعروف بأشجار الطلح والكثبان الرملية، وتشتهر تمير أيضاً بالرياض التي يفوح منها رائحة النباتات الربيعية؛ كروضة الخشم، ونورة، ومحيسن ومطوع. الأمطار ملأت غدران شعيب الشوكي وأخذت المواقع الإلكترونية المهتمة بالكشتات والرحلات البرية في عرض وتناقل أخبار وصور أماكن ظهور الربيع، وبدأ أصحاب محلات تأجير المخيمات في نصب الأعمدة، وإعداد العدة وعمل التجهيزات المختلفة لتصل إلى أعلى درجة من الفخامة والرفاهية؛ نظراً للإقبال المتزايد على استئجارها مع ارتفاع أسعارها، ما دفع العديد من الأسرة وهواوية الصحراء في حجز أماكن التخييم وإعداد أدوات الرحلة في وقت مبكر، حباً في الاستمتاع بمنظر بداية ظهور الربيع بعد القحط وسنوات الجفاف. أشجار الطلح في شعيب الأرطاوي بتمير ومكنت الأجواء الربيعية عشّاق البر من قضاء الوقت بين أحضان الجبال والسير على حبات الرمال الممطرة، في جوٍ عليل يسوده الصفاء بعيداً عن أرتال السيارات وزحمة الطرق وضجيج المدن وأعمال التشييد والبناء، ليمارسوا هواياتهم المحببة لهم بأجواء بدوية، بدءاً بنصب المخيمات ذات الأحجام المختلفة والأشكال المميزة، وركوب الدراجات النارية والتطعيس فوق الرمال واستعراض مهارتهم في القيادة وإظهار قوة تحمل السيارة، إضافة إلى ممارسة هواية الطبخ والتفنن في إعداد الأكلات الشعبية بطرائقها التقليدية، والرمي بالسلاح وصيد الطيور وصعود الجبال، ويحمل عشاق البر كاميراتهم الشخصية لالتقاط الصور وتوثيق رحلاتهم البرية. روضة محيسن بتمير كساها الربيع حلة خضراء ويخلق هطول المطر جواً جديداً في حياة الأهالي والشباب بعيداً عن بيئة البيوت والاستراحات، ويحدث تغييراً كبيراً في ممارسة الهوايات بما يتناسب مع طبيعة الأرض والمكان، ويبقى البر متنفساً يعشقه الصغار والكبار من النساء والرجال.