تشهد السياحة في المملكة نقلات نحو صناعة السياحة بشكل مدروس ومنظم وخصوصاً بعد وجود الجهة المسؤولة وهي الهيئة العليا للسياحة والمملكة بمقوماتها السياحية من طبيعة خلابة ومواقع اثرية وتراث متنوع وجغرافية متباينة استطاعت خلال فترة وجيزة ومن خلال وسائل الجذب السياحي استقطاب اعداد كبيرة من السياح سواء من داخل المملكة او من خارجها وخصوصاً ابناء دول الخليج العربي والذي يلاحظ طبيعة المملكة الجغرافية يجد ان جزءاً كبيراً منها تشغله الصحاري والاودية والشعاب ولهذه الطبيعة عشاقها خصوصاً من السياح الغربيين اومن عشاق الصحراء العرب ويؤكد ذلك ما كتبه الرحالة الغربيون عن جزيرة العرب ورمالها وجبالها لقد اسرت قلوبهم واستوقفتهم فركبوا الابل يجوبون بها صحاري هذه البلاد واستفادوا من هذه الرحلات الشيء الكثير من خلال صورهم ومذكراتهم حيث اصبحت مصدراً ثقافياً وعلمياً للباحثين في صحراء المملكة. وسجل المؤرخون تفاصيل رحلاتهم في الربع الخالي وصحراء النفود وشمال المملكة وغيرها مما يؤكد ان لهذه الصحراء جمالا طبيعيا خاصا ومميزا وفوق هذا كله تعد الصحراء مكان تنزه واستكشاف وقنص منذ القدم لذا بقي العشق الازلي بين انسان هذه الجزيرة ورمالها حتى ورثه الابناء من بعدهم ان هذ الصحاري التي يراها البعض انها اماكن قاحلة وهؤلاء قلة ومن الذين لم يتجولوا في صحاريها ولم يشاهدوا جبالها ورمالها وهي تكتسي بأنواع عديدة النباتات الصحراوية بعد هطول الامطار. الكثير من عشاق الصحراء وهواة التنزه الصحراوي في المملكة يتساءلون عن هذا الجانب الذي لم يأخذ الوجه الكامل من الاهتمام والاستثمار الصحراوي. بداية التقينا سائحا اجنبيا في صحاري حرة كشب اسمه جيم فريدر وعند سؤالنا له عن ماذا يبحث عنه قال الطبيعة الصحراوية تستهويني منذ الصغر وانا معجب بالصحراء العربية بشكل عام وصحراء المملكة بشكل خاص حيث يوجد فيها تباين جغرافي جميل يضم الرمال والحرات والجبال وهي مصدر الهام فني لي في مجال الرسم كما انني استمتع بالنظر في الصحراء واول ما شدني لذلك هواحد الاصدقاء لي شاهدت معه صوراً جميلة لطبيعة المملكة وآثارها كذلك يوجد في هذه الحرة معلم سياحي هام ولكنه لم يستثمر سياحياً بالشكل المطلوب ولدي ملاحظة وهي انه لايوجد طريقة او جهة تهتم بالسياحة الصحراوية للسياح الاجانب واؤكد لك ان معظم السياح الاوروبيين وغيرهم تستهويهم الصحراء بطبيعتها وسكانها وشاهدنا عنها الكثير من خلال الافلام الوثائقية ونريد ان نعيش واقع الصحراء بطبيعتها واتمنى ان تتولى جهات سياحية هذا الجانب. ويؤكد الاستاذ احمد الزهراني على اهمية استغلال جانب السياحة الصحراوية بشكل منظم وذلك من خلال برامج تقدم للسائح الراغب في هذا النوع من السياحة سواء الاجانب او من ابناء المملكة ودول الخليج وهذه البرامج تتمثل في المخيمات الخلوية في المناطق الرملية والاودية ورحلات الاستكشاف ورياضة الرمال المتحركة وزيارات لسكان البادية في اماكنهم لتعرف على عاداتهم وتقاليدهم بالاضافة لتتبع آثار الرحالة والمناطق التي مروا بها في الصحراء والتعرف على الجبال والكهوف والآثار الموجودة بها. ويقول احد المقيمين محمد محمود انه شاهد في احدى دول الخليج عندما كان يسكن في احد الفنادق برنامجا مقدما اعلامياً للقاطنين في الفندق عن السياحة الصحراوية لمن يرغب، حيث يوجد في هذا البرنامج الصحراوي التعرف على كيفية التعامل مع الابل وركوبها والسير في الصحراء بها كذلك التعامل مع الصقور وكيفية صيدها بالاضافة لجولات على مواقع الاحياء الفطرية. ويضيف الاستاذ خالد الدوسري رأياً حول طباعة معلومات وصور عن صحاري المملكة وطبيعتها ويقدم من خلالها برامج سياحة صحراوية في سفارات المملكة في المراكز العالمية السياحية ولكن لابد ان يسبق هذه الخطوة استعداد متكامل للزوار والسياح في حال نجاح هذه الخطوة. ويشير احمد منصور مقيم عربي وباحث في التاريخ والادب العربي الى انه يوجد في المملكة معالم ذكرت في الادب العربي وذكرها المؤرخون والرحالة ويشتاق الكثير لرؤيتها بعين الواقع. ومن ذلك جبل التوباد وجبال الدخول وحومل وغيرها وكلها ذكرت في الشعر الجاهلي وهذه المعالم تحتاج لبرنامج سياحي صحراوي منظم تدخل المعالم تلك ضمن عوامل الجذب له. ويشير المواطن خالد سعد الى انه يمكن الاستعانة بأبناء البادية في مجال السياحة الصحراوية من حيث الحديث عن جوانب الصحراء ومعرفة الطرق والتنقل وكيفية معيشة البادية.